
الكويت تكشف أكبر قضية تزوير جنسية في تاريخ البلاد
الشاهين الاخباري
كشفت السلطات الكويتية عن واحدة من أكبر قضايا تزوير الجنسية في تاريخ البلاد، بعد اكتشاف أن 999 شخصًا حصلوا على الجنسية بناءً على ملف مزوّر يعود لشخص واحد تمت إضافة آخرين إليه على مدى عقود.
وتعود القصة إلى عام 1961، حين حصل شخص يُشار إليه باسم “سين” على الجنسية الكويتية وفق القانون آنذاك، بعد مقابلة رسمية وشهادة شهود. ولكن في عام 1967، قدّم “سين” طلبًا لتجنيس رجل آخر باعتباره شقيقه الأكبر، وحصل الأخير على الجنسية بناءً على شهادات وشهود أكدوا صلة القرابة، فيما تبين لاحقًا أن تلك الادعاءات كانت كاذبة.
وأظهرت التحقيقات أن “الأخ” المتوفى كان متزوجًا من أربع نساء وسُجل على ملفه 31 طفلًا، إلا أن فحوص الحمض النووي (DNA) أكدت أن عشرة أطفال فقط هم أبناءه الحقيقيون، بينما بقي الآخرون مستفيدين من الجنسية بشكل مزوّر. كما تبين أن الأبناء الحقيقيون يحملون وثائق خليجية بأسماء مختلفة عن تلك المسجلة في الكويت، ما يشير إلى أن والدهم الأصلي كان مواطنًا خليجيًا.
ولم يتوقف التزوير عند هذا الحد، إذ أضاف هؤلاء الأبناء الأربعة بدورهم أشخاصًا آخرين إلى سجلاتهم، بينهم سوريون وخليجيون، للاستفادة من مزايا الجنسية الكويتية، ما أدى إلى توسع الملف ليضم اليوم 999 شخصًا، منهم 478 بالغًا و521 قاصرًا.
وتقدّر الكلفة السنوية لأجور البالغين وحدهم بنحو 4.5 مليون دينار كويتي، في حين تجاوزت تكاليف التعليم الذي حصل عليه المستفيدون ظلماً عشرات الملايين، إضافة إلى استفادتهم من قروض سكنية ومساعدات مالية وبدلات حكومية مختلفة، ما شكل استنزافًا كبيرًا للمال العام على حساب المواطنين الحقيقيين.
وأكدت المصادر أن التحقيقات ما زالت مستمرة لكشف كامل أبعاد هذه السلسلة الطويلة من التزوير، والتي قد تطال أسماء وأرقامًا أكبر في ملفات أخرى، بهدف محاسبة جميع المتورطين.







