أقلام حرة

رمضان ثلاثين يوم بصورتها الحقيقية الواقعية

مها الطائي
ايام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الذي أصبح على الأبواب.بداية بطريقة مألوفة نتحدث عن رمضان شهر العبادة والطاعة والخير والتقرب إلى الله، أما عن طقوس الشهر الكريم المعروفة في المجتمعات الإسلامية العربية حيث التجمع بين العوائل والاصدقاء على المائدة او كما ما يعرف بالعامية(العزايم)، والكثير او الاغلب يتجه إلى مشاهدة المسلسلات الرمضانية او البرامج.. والخ كما هو متعارف عليه. لكن يُفضل اليوم ان نتناول التحدث عن الشهر بصورة حقيقية واقعية بعيداً عن الدبلوماسية او وضع المكياج(التجميل).بحلول رمضان ينمو جشع البعض من بينهم التجار و الإعلام وحتى بعض الأشخاص العاديين فكيف ذلك؟
يفترض ان يتنافس بعض المسلمين في هذا الشهر بالدعاء بالتقرب إلى الله بالعبادات بالعموم باعتبار ان شهر رمضان المبارك هو شهر زيادة العبادات التي هي واجب طوال الايام ليس فقط في رمضان ويبقى هذا الشيء بين الشخص وربه. لكن في الحقيقة والواقع ان رمضان منافسة ليس بين العبد وربه بل بين العباد فقط حيث يتنافس التجار مع الإعلام كل في دوره.
كيف يستغل التجار شهر رمضان المبارك!
ونبدأ بالتجار حيث يقوم الكثير من التجار في الدول العربية خلال رمضان برفع الاسعار وذلك لتزايد الإقبال على شراء المواد الغذائية و الاطعمة لاستغلال الكسب اكثر من وجهة نظرهم بالتزامن مع كثرة احتياج الناس لشراء تلك المواد دون مراعاة للطبقات ما دون المتوسطة وهذا الشيء اعتدنا عليه في الدول العربية، ليس ذلك فحسب لن ننسى تأثير البطالة على الجميع التي تزايدت في الثلاث سنوات الأخيرة نظراً لما مر به العالم اجمع والعالم العربي من ضمنه من أزمات اقتصادية نتيجة إغلاقات واجراءات كوفيد او كورونا ما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة التي هي بالأصل مشكلة اساسية في الكثير من الدول العربية ما قبل ظهور اي شيء،بالتالي تلك الازمات الاقتصادية أثرت بشكل سلبي على جميع الفئات من ضمنها الطبقات ما دون المتوسطة التي تعاني بالأصل، وهذه الازمات بدأ العالم التعافي منها تدريجياً ليس ببعيد إنما في الفترة الأخيرة، اي ان بعض التجار يثبتون مدى جشعهم واستغلالهم دون الاخذ بعين الاعتبار كل العوامل السابقة. والمفاجأة ان الجهات الرسمية المسؤولة لا تضع حلول جذرية رادعة لتلك المشكلة لا بل ليست مفاجأة انه المعتاد.
كيف نستغل بعض جهات الإعلام شهر رمضان!
يُفترض ان يكون دور الإعلام الأساسي الرئيسي هو حلول مشاكل المجتمع والناس لكن بعض مالكي جهات الإعلام يستغلون شهر رمضان لصالحهم وذلك من خلال اظهار صور الخير على شاشات التلفزة ليس بغاية الخير بل ذلك باستغلال الفقراء من خلال تقديم ابسط حقوقهم لهم وكأنه انجاز يتفاخرون به أمام الجميع عوضا عن سعيهم في منع وصول الفقراء إلى تلك الصعوبات في هكذا شهر. لا أقول منعاً للخير هناك من يعمل الخير بصورة حقيقية ويبقى دور الإعلام نقل الاحداث بايجابيتها وسلبيتها. لكن اتحدث عن الاستغلال خاصة أن بعض وسائل الإعلام تتناسى الفقير طوال ايام السنة وتتذكره فقط في شهر رمضان فهذا إثبات للاستغلال والمصالح الشخصية.
وتبقى كل تلك الممارسات بعيدة عن الطاعات والعبادات المطلوبة بالشكل الصحيح في الشهر المبارك الفضيل.
ويبقى السؤال متى تُمد الايادي المسيطرة بالخير بدل الاستغلال والمصالح؟ ومتى يحل الشبع في تلك الجيوب الممتلئة عوض الجشع والطمع؟
َوبالنهاية يجب وضع حلول جذرية فعالة في تغيير كل تلك العوامل إلى إيجابية دون انتظار قدوم شهر رمضان وقبل قدومه محملاً بالهموم لبعض فئات المجتمع إذ من حق الجميع أن يحظى بحقوقه الطبيعية وان تتوفر له ابسط مقومات الحياة الكريمة في اي وقت وليس فقط في شهر واحد فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page