عالم الطفولة

الاطفال المتشردون

الشاهين الاخباري

اعداد منى الكعابنة

ظاهرة الاطفال المتشردين

تُعدُّ ظاهرة الاطفالِ المتشردين ظاهرةً مُنتشرةً بوضوح في كافّة المُجتمعات في أنحاء العالم؛ إذ صرّحت الأُمم المُتّحدة أنّ ما يزيدُ عن 150 مليون طفل في مختلف أنحاء العالم في وقتنا الحاضر، يُصنَّفون ضمن أطفال المتشردين؛ إذْ يُجبَرُ الكثيرُ منهم على كسبِ لُقمة عيشهم بطُرقٍ مهينة، مثل: الاستِجداء، والبحثِ في القمامة، وبيع البضاعة البسيطة كباعةٍ مُتجوِّلين في الأحياء والمُدن الفقيرة،حيث تراه جالساً على قارعة الطريق، لا تكفيه ملابسه الممزقة لتقيه من حر الصيف ولا من برودة الشتاء القاسية بقدر كسرة الخبز التي يحملها في يده فلا تسمنه ولا تشبعه، تلمع في عينيه أحلام الطفولة التي سُلبت منه عندما شاءت الأقدار ووقع فريسة للتشرد، فلا طائرة ورقيّة يلهو بها كأقرانه، ولا مقعد مدرسة يبني له مستقبلاً واعداً ولا دفء أسرة يمنحه العيش بسلام، فسحقاً لآفة التشرّد التي تقلب موازين الإنسانية رأساً على عقب، وتترك الأطفال هائمين على وجوههم دون معيل أو كفيل أو راعٍ.

هُناك الكثير من الأسباب التي دفعت أطفال المتشردين لأن يكونوا على ما هم عليه الآن، وتقسَمُ الأسباب هذه إلى:

1.اسباب عائلية:

*التفكك الأُسريّ: فتشتُّتُ الأطفال بين الأب والأمّ بعد انفصالهما، وتفكّك الأسرة يدفعان الأطفال إلى الشّارع.

* العُنف الأُسريّ.

* كثرة النَّسل: إذ إنّ عدم الاهتمام بالأطفال واحتياجاتهم قد يدفعُ بهم إلى الشّارع، خاصّةً إن رافقت ذلك حالة اقتصاديّة صعبة.

* التّمييز بين الأبناء في الأُسرة الواحدة: حيثُ يُشعِلُ ذلك شرارة الغِيرة بينهم، ممّا قد يقودُ بعض الأطفال إلى الهروب إلى الشّارع.

* اليُتْم: فقدان أحد الوالدين أو كليهما يُسبِّب ضعفَ الرّقابة والمتابعة للأطفال أو انعدامهما، ممّا يقودهم إلى الانحراف، أو الانضمام إلى أطفال المتشردين.

*القسوة: هي أحد الأسباب؛ سواءً كانت القسوة من قِبل الوالدين، أو أقارب الطِّفل، أو المُحيطين به، أو حتّى من مجتمعِ المدرسة.

*عمل الوالدَين: قد يُمارِس الوالدان أعمالاً مُنحرِفة، من شأنها أن تنقُل الانحراف إلى أطفالهم أيضاً.

2.اسباب اجتماعية:

*الظّروف الاقتصاديّة الصّعبة: حيثُ لا تستطيع بعضُ الأُسَر توفير حاجات أبنائها الأساسيّة، من: مأكلٍ، ومشربٍ، ومكان إقامة، وعلاج، ممّا يدفعها للسّماح للأطفال بالعمل في الشّارع؛ للمساعدة في تأمين الاحتياجات.

*سوء البيئة المُحيطة: قد تؤدّي مُجاورة الأشخاص المُنحرفين إلى انحرافِ الأطفال.

*التسرُّب المدرسيّ: إنّ أساليبَ التّعليم الشّديدة الصّارمة، وعدم قدرة بعض الآباء على تحمُّل مصاريف الدّراسة تدفعُ بالأطفال إلى الهروب، وتركِ المدرسة، والانخراط في بيئة الشّوارع.

3.اسباب متعلقة بالاطفال نفسهم:

*حب التملُّك والاستقلاليّة؛ فقد يلجأ بعضُ الأطفالِ للشارع؛ لتلبية رغباتهم في العمل، وتلبية احتياجاتهم.

* الميلُ للحريّة، والهربُ من الأجواء الأُسَريّة السيِّئة. * الشّعور بعدمِ الاهتمام بالطّفل عاطفياً؛ ممّا يجعله يلجأ للشارع لتلبية حاجاته.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!