أقلام حرة

في اللويبدة .. تساوت الرتب

أنس العمريين

صحيح ان الناس تركوا المجال في محيط العمارة المنهارة لاهل الاختصاص، رغم تجولهم في محيطها ومحيط اي حدث يحصل في الوطن، لكن الامر يستدعي اعطاء الفرصة للامن العام والدفاع المدني، لما يتمتع به الجهاز من حرفية في مثل هذه الظروف.

لكن الاكثر نبلا في الصورة، القيادات الامنية التي تعمل الى جانب القيادات المختلفة في الدفاع المدني، ومعهم كل الرتب الصغيرة، التي من غير الممكن تمييز العميد من الشرطي ادنى رتبة عسكرية، فكان من السهل مناداة الرقيب على العميد “أخوي يا اشرف .. ناولني ايدك” في مسعى لانتشاله من الاسفل، كما يصوت العريف في الدفاع المدني، على مديره العميد حاتم يعقوب جابر، ليزوده باكف جديدة للتعامل مع القطع الخرسانية الكبيرة
ويتباحث الشرطي في الامن العام مع عميد آخر لا يعرفه، ويقترح عليه زيادة عدد السواتر الوقائية لزملائه في منطقة الردم بعدما تمزقت اثر صعوبة العمل، ليسارع العميد، الى تلبية الاقتراح، ويذهب بنفسه فيحصر الكمية المطلوبة.

ليست عادات جديدة ايضا على المواطنين، بل هو نظام الفزعة المجبول بالنخوة عند الاردنيين، حين الازمات والحوادث والطارئات.

فما ان يقع الحادث مروري او كوارث كالتي حصلت في اللويبدة من انهيار عمارة من اربعة طوابق وراح ضحيتها أنفسٌ بريئة نحتسبها عند الله، الا ويقف الناس الى جانب الجيش والدفاع المدني والامن العام، كالجسد الواحد، يقدمون ما بوسعهم، ويبذلون الجهد في سبيل انقاذ الناس.

ولقاء هذه الظواهر النبيلة، فقد هذبتها الاجهزة الامنية بكافة تفرعاتها، لتكون ضمن المعايير الصحيحة للاسعاف والانقاذ والاطفاء لمنحهم فرصتهم في التعاطي مع الحادث، الذي يعد في هذه المرة موجعا، لانه في مكان صعب، ووقع دون تنبؤات.

ولعل الصورة الاكثر ايقاعا، هي مشهد سيد البلاد، الذي انخلع من زيارته الرسمية لفرنسا، ليطوف على العاملين، دونما حراسات، ودون الهالات التي يتمتع بها الحكام، فيجري اتصالات مع المعنيين، طالبا توفير كل الخدمات، وتذليل كل الصعوبات، بغية استخراج المحاصرين تحت الركام، وتقديم كافة اشكال الدعم التي يحتاجونها.

وهو في كل ذلك يمتثل لقوانين المرور، حين اوقفت الشرطية الجالودي سيارته على دوار الشعب، ليقوم بالترجل ومصافحتها، قائلا، انها اعطته كثيرا من العزم وهي تقوم بواجبها.

ملك، لا ينتظر قيام الاجهزة بواجبها، بل تاخذه مسؤولية الحكم، الى ان يتقدم الصفوف، ويظل مبادرا، حبا للاردن، وعشقا لهذا الحمى العربي الاصيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!