أقلام حرة

نحو وقفة عز أردنية

حمادة فراعنة

 وقفات الأحزاب القومية واليسارية الأردنية، وحزب جبهة العمل الإسلامي للتحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن، والنقابات المهنية، ومطالبة مجلس النواب لعقد دورتي لقاء للاتحاد البرلماني العربي، وللإتحاد البرلماني الإسلامي، واجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة، ومجلس الأمن بدعوة تونسية، ومظاهر الاحتجاج التي تسود العديد من العواصم العالمية، روافع استجابة لفعل المقدسيين وانتفاضتهم منذ بداية شهر رمضان إلى اليوم.
بالأمس الاثنين 10 أيار 2021 كان ذروة التصعيد السياسي بين طرفي الصراع حول ماهية القدس وعنوانها وهويتها، لكل منهما روايته وأفعاله وأدواته، وعنوان الأمس هو دوافع التفاصيل لما يجري، وما سوف يجري، وجوهر القضية وأساسها وعنوانها ومركزها هو هل القدس الموحدة تحت بساطير الاحتلال وأدواته وحكومة مستعمرته، والجزء الشرقي من القدس هي عاصمة المستعمرة؟؟ هل هي إسرائيلية، تستحق الاهتمام بمسيرة الرايات الإسرائيلية استذكاراً بتوحيدها وفق التاريخ العبري والأجندة الإسرائيلية؟؟ أم أن القدس الشرقية هي:
1- جزء من خارطة الدولة الفلسطينية المحتلة وفق البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير، ووفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر يوم 29/11/2012، بالاعتراف بدولة فلسطين وجغرافيتها وعضويتها المراقبة، وكذلك قرار محكمة الجنايات الدولية التي أقرت ولايتها على الضفة والقدس والقطاع؟؟.
2- أن أهلها وشعبها جزء من الشعب الفلسطيني، وخياره هو خيار الحرية والاستقلال مع دولتهم المستقلة المنشودة وعاصمتها القدس؟؟، وليسوا جزء من خارطة المستعمرة أو من المواطنة الإسرائيلية.
إجراءات حكومة المستعمرة وأدواتها وما تفعله، بحي الشيخ جراح، وحي البستان، ومن قبلهم الخان الأحمر، واقتحامات المستوطنين المستعمرين اليومي لباحات الحرم القدسي الشريف- المسجد الأقصى بقرارمن نتنياهو منذ 2/7/2018 إلى اليوم هو التأكيد على أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، وعملهم إلغاء أي مظهر من مظاهر السيادة الفلسطينية، وضد الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية، والعمل على تبديد الوجود الشعبي الإنساني السكاني للفلسطينيين،  وجعلهم أقلية في مدينتهم عبر الطرد والإعاقة للإقامة، وعبر التزوير للواقع والتاريخ وتغيير المعالم باتجاه أسرلة وعبرنة وتهويد القدس، صمود المقدسيين هو العامل الهام والجوهري للحفاظ على مدينة القدس فلسطينية عربية إسلامية مسيحية، والإنفجار هو خلاصة التصادم التراكمي بين طرفي الصراع، وتناقض المصالح بين المشروعين: الوطني الديمقراطي الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
بيان الأمناء العامون للمؤتمرات العربية الثلاثة: 1- المؤتمر القومي العربي وأمينه العام مجدي المعصراوي من مصر، 2- المؤتمر القومي الإسلامي وأمينه العام خالد السفياني من المغرب، 3- المؤتمر العام للأحزاب العربية وأمينه العام قاسم صالح من لبنان يوم 8/5/2021، وما تضمنه من توجهات مساندة لنضال شعب فلسطين وهبته المقدسية عنوان متصادم بديل لحالة الترهل والتراجع والتطبيع العربي، يحتاج للتأكيد كي تسود قيمه ومفاهيمه وما يدعو له ليكون هو العنوان لما نتطلع إليه في العالم العربي ولذلك أدعو نقيب المحامين مازن ارشيدات الذي سبق ووجه دعوة باسم نقابة المحامين ومجلس النقابات المهنية الأردنية لعقد اجتماع لقادة المؤتمرات الثلاثة في عمان لأن الأردن وشعبه ومؤسساته النقابية والحزبية والجماهيرية يستحق أن يكون في الموقع المتقدم على المستوى القومي، ولا يملك أي طرف أن يكون متقدماً علينا بشأن القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيادة.
كأردنيين نحن في الخندق الفلسطيني وعيا ومصلحة وأمناً وتطلعاً، في مواجهة العدو الواحد، العدو الوطني القومي والديني والإنساني: المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي برمته، ولا خيار لنا هو الانحياز لشعب فلسطين، وليس لدينا خيار غيره.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!