واحة الثقافة والمعرفة

صدور كتاب “بعثة مشاة البحرية الأميركية”

الشاهين الاخباري

صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب بعنوان “بعثة مشاة البحرية الأميركية (المارينز) لاستكشاف نهر الأردن والبحر الميت 1848″، من تأليف وليام فرانسيس لينش، قام بترجمته جمال أبوغيدا، وكتب مقدمته المؤرخ الفلسطيني جوني منصور.

تحت عنوان “ما وراء استكشاف البحر الميت ومحيطه؟”، كتب المؤرخ المختص بتاريخ الشرق الأوسط الحديث، وبتاريخ فلسطين الحديث والمعاصر، والقضية الفلسطينية، وتاريخ المدن الفلسطينية، جوني منصور مقدمة الكتاب مؤكدا ان البحر الميت في فلسطين جذب العديد من المستكشفين والباحثين على مدار عقود القرن الـتاسع عشر، وكان لكل مستكشف اجندته الخاصة به، وكلهم كانوا مهتمين بهدف واحد مشترك وهو توفير مادة مساعدة لصناعة قرار ورسم سياسة استيلائية فعلية مباشرة أو غير مباشرة وبطرائق مختلفة على المنطقة وما حولها.

ويوضح منصور: أدب الرحلات والاستكشاف ليسا جديدين على المكتبة العربية، فهناك الكثيرون ومن اشهرهم: ابن بطوطة والمقدسي وابن جبير والادريسي وغيرهم، ومساهماتهم جليلة في هذا المضمار، إلا أنّ كتب الرحالة الغربيين لم يترجم الى العربية او ينشر منها سوى النزر اليسير الذي لا يوفر للقارئ العربي صورة كاملة ومتكاملة عن نظرة الغرب نحو مناطق الشرق العربي والاسلامي؛ ويزخر القرن الـتاسع عشر بعشرات الكتب في هذا الأدب، ولم يترجم منها إلاّ عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

وحول القرن التاسع وما امتاز به يقول منصور: امتاز بكونه القرن الكولونيالي في الغرب، ولا يقتصر مفهوم الغرب على اوروبا بل أيضًا على الولايات المتحدة الاميركية التي كانت لديها أيضًا تطلعات وتوسعية واستيلائية، نظرا لأنّها كانت قد بدأت تخترق جدار العزلة التي ابقتها بعيدة عن مجريات الاحداث العالمية، فشرعت في خوض عدد من التجارب التنافسية أسوة بمعظم الدول الاوروبية الكولونيالية، وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا.

وعن اهمية هذا الكتاب يرى منصور ان هذا الكتاب ما هو إلاّ نموذجًا لحالة استكشاف المنطقة عمومًا، والبحر الميت ونهر الاردن خصوصًا.

ويعتقد منصور انه مهما يتوارد إلى ذهننا من الأسئلة والاستفسارية وأحيانا التعجبية، حول الهدف وراء هذا الاهتمام بالمنطقة في تلك الحقبة؟ وما خلفيات المهتمين بها؟ ومن يقف من ورائهم داعمًا بالمال والادوات اللوجستية؟ وماذا كانت التطلعات المستقبلية للدول من وراء هذه المشاريع الاستكشافية؟ وهل علم أهل المنطقة بمثل هذه المشاريع؟ كيف كانت ردود فعلهم؟ أو بالأحرى كيف تعاطوا مع هذه الرحلات الاستكشافية؟ وغيرها من الأسئلة التي قد تبدو لنا لا نهائية بالمطلق.

ويتحدث منصور عن البعثات الاستكشافية التي وصلت الى البحر الميت ونهر الاردن في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، قائلا: ان الظواهر الطبيعية والجيولوجية والكيمائية التي كانت وما زالت تتفاعل في منطقة البحر الميت. هي التي حركت حب الاستطلاع لدى كثيرين من المستكشفين والراغبين في اجراء بحوث علمية فيها، ونعني بالمنطقة “البحر الميت” المنطقة الأكثر انخفاضًا في العالم تحت سطح البحر.

وينوه الى أنّ بعض الرحالة والمستكشفين الذين كتبوا نصوصًا هي أقرب إلى الادب والخواطر التأملية، أو رسموا خرائط دون الأخذ بعين الاعتبار الارتفاعات والمنخفضات في التضاريس، أو أنّ مقاييس الرسم ليست واقعية. ولكن بالمجمل العام وبالرغم من كل هذه التصورات فإنّ اهتمامًا بالغًا قد استولى على جماعة من المهتمين بالبحر الميت ومكوناته وتاريخه وما حوله، لدرجة أنّ بعضهم قد دفع حياته ثمنًا لعملية الاستكشاف التي قام بها.

هلا أخبار

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!