عالم المشاهير

كُل إناءٍ بما فيه ينضحُ

الشاهين الاخباري _ حلا عماد

يحكى أنه كان هنالك قرية صغيرة في بادية العرب كانت تعيش حياة بدائية بسيطة حيث كانوا يسمعون الكثير من الامور العجيبة عن حياة المدينة وعن عاداتها وتقاليدها وأرادوا أن يعرفوا مدى صحة الأقوال عنها وفي يوم من الأيام قرر رجلان من القبيلة السفر الى المدينة للمكوث فيها ،وبعد فترة من الزمن عاد الرجل الاول الى القرية فالتف حوله ألأهالي بلهفة ليسألونه عن حياة المدينة وهل كل ما يسمعونه عنها صحيح .

نظر إليهم الرجل بثقة وقال ذهبت بنفسي وعرفت الحقيقة والحقيقة هي ان المدينة هي مرتع للفساد وكل أهلها سكيرون لا يدينون بشيء ،لقد كرهتها فانفض الناس من حوله وقد عرفوا الجواب الذي طالما أرادوا سماعه وبعد مده من الزمن عاد الرجل الثاني الى القرية لكن الناس لم يبالوا به ولم يسألون عن المدينة إلا أنهم سرعان ما احتشدوا حوله عندما سمعوه يتحدث عن تدين أهل المدينة فيقول: لقد ذهبت بنفسي الى المدينة وعرفت الحقيقة والحقيقة أن المدينة مليئة بدور العبادة وكل أهلها متدينون طيبون لقد أحببتها كثيرًا ، نظر أهالي القرية الى بعضهم البعض والحيرة تقطر من أعينهم.

كان في القرية رجل حكيم ممن عرف عنهن رجاحة العقل وهو كبير في السن غائصًا في تجارب الحياة متعمقًا في أحداثها فذهب اليه أهل القرية وسردوا له القصة كلها وسألوه من سيصدقون الاول أم الثاني فقال: كلاهما صادق ،واستطرد قائلا : الأول لا اخلاق له لذا ذهب لأقرب حانه عندما وصل الى المدينة والثاني متدين صالح لذا ذهب الى المسجد حين وصوله ووجده يعج بالناس الصالحين ، من يرى الخير فهو لا يرى الا ما في دخل نفسه ،ومن يرى الشر فهو أيضا لا يرى الا ما في داخل نفسه. فكل إناءٍ بما فيه ينضح .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!