
كلمة سمو الأمير مرعد بن رعد بمناسبة اختتام أعمال القمة العالمية للإعاقة – برلين 2025
الشاهين الإخباري
مع اختتام أعمال القمة العالمية للإعاقة التي استضافتها العاصمة الألمانية برلين وبالشراكة مع المملكة الأردنية الهاشمية، أجدني، بصفتي رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة الأردنية الهاشمية، أعبّر عن بالغ الاعتزاز بالدور الفاعل الذي أداه الأردن في هذه التظاهرة العالمية، والتي جمعت قادة الرأي وصناع القرار والمناصرين لقضايا الإعاقة من مختلف أنحاء العالم، في سبيل بناء مستقبل أكثر عدلاً وإنصافًا وشمولاً.
لقد شرّفني أن أترأس وفد المجلس الأعلى إلى هذه القمة ضمن وفد الأردن برئاسة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حيث كانت كلمة جلالة الملك، أيده الله، علامة فارقة ومحط إلهام للحضور، بما حملته من مضامين إنسانية عميقة، ورؤية ملكية شمولية تسعى إلى إعادة تعريف مفهوم التمكين والكرامة والاندماج، ليس فقط ضمن حدود الوطن، بل على امتداد الإنسانية جمعاء.
وقد كان للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حضورٌ فاعلٌ ومثمرٌ في جلسات القمة، والتي تناولت محاور حيوية، من أهمها إدارة المجلس لجلسة رئيسية حول أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في الحروب والنزاعات المسلحة، وجلسة حول المشاركة السياسية، والعيش المستقل وبدائل الإيواء والحماية الاجتماعية، وكذلك التعليم الدامج الذي يُعدّ حجر الزاوية في بناء مجتمعات شاملة لا تفرقة فيها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الاستخدام المتنامي للذكاء الاصطناعي في تطوير أدوات وتقنيات من شأنها ضمان أكبر لتمتع الأشخاص ذوي الإعاقة بحقوقهم وممارساتها على أساس من المساواة مع الآخرين والوصول إلى الخدمات باستقلالية.
إنه من دواعي اعتزازنا في المجلس أن يكون الأردن من الدول الأبرز التي قامت وزاراتها ومؤسساتها الوطنية ومنظماتها المدنية وقطاعها الخاص بتقديم حزم من الالتزامات المتميزة الواضحة المرتبطة بإطار زمني وموازنات تقديرية، الأمر الذي جعلنا من بين الجهات التي تم اختيارها من بين أفضل 20 جهة تم تخصيص جلسة عامة لها بوصفها صاحبة التزامات نموذجية، الأمر الذي يجعلنا نتطلع بثقة إلى تنفيذ هذه الالتزامات وترجمتها إلى وقائع وممارسات على الأرض.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أؤكد على الأثر الإيجابي والعميق الذي تركته المبادرة الملكية السامية “استعادة الأمل” في غزة، والتي كانت حاضرة بقوة في أروقة المؤتمر، كواحدة من أبلغ صور التضامن الإنساني، حيث حملت الأمل إلى نفوس الكثيرين ممن عانوا ويلات الحصار والنزاع، وكان للأردن، بقيادة جلالة الملك، دور محوري في تحويل هذه المبادرة إلى واقع ملموس.
إننا، في المجلس الأعلى، وانطلاقًا من هذه القمة، نؤكد عزمنا على مواصلة العمل بالشراكة مع الحكومة الأردنية وكافة الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة، لتنفيذ التزاماتنا الوطنية والدولية، بما يحقق العدالة والكرامة والفرص المتكافئة لجميع المواطنين من ذوي الإعاقة.
وفي هذا السياق، أتقدم بالشكر الجزيل لجمهورية ألمانيا الاتحادية، حكومةً وشعبًا، على استضافتهم الكريمة لهذه القمة، وحسن تنظيمهم لها، وما قدموه من دعم وشراكة فاعلة ساهمت في إنجاح أعمالها.
كما لا يفوتني أن أخص بالشكر والتقدير كافة العاملين في المجلس الأعلى، الذين بذلوا جهودًا عظيمة خلال السنوات الثلاث الماضية في التحضير والمتابعة الدقيقة لكافة مراحل الإعداد والمشاركة في هذه القمة. أنتم مصدر فخر واعتزاز لي شخصيًا، ولكل من تابع هذه التجربة الفريدة. كما أشكر الديوان الملكي الهاشمي العامر، وكافة الجهات الرسمية والمدنية والشركاء الدوليين، وكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الاستثنائي.
نعود إلى الوطن برؤى متجددة، وعزيمة لا تلين، وبإيمان عميق بأن التغيير الحقيقي يبدأ من الإيمان بقدرات الإنسان، مهما كانت التحديات.