أقلام حرة

الدبلوماسية …

ابراهيم أبو حويله

ما تقوم به السياسة الأردنية من السهل التشكيك به واتهامه، وذلك بسبب الصمت الذي أزعم بأنه يصل حد الحكمة وهذا رأيي، ولكن هناك مواقف تضع هذه السياسة على طاولة التقييم مرة أخرى، فلو خرجت الدولة وتكلمت عما قام به جماعة اوسلوا وغيرهم مثلا، لبقي ذلك شرخا كبيرا ولاحدث صداعا مزمنا ربما يشابه ما حدث في احداث سوداء سابقة.

يشير الصديق د محمد العدوان إلى ان الهاشميين التزموا سياسة الصمت، نتيجة للظروف التي أدت إلى مقتل الملك فيصل في العراق في منتصف القرن ، وهذا الأمر له إيجابيات وله سلبيات وحيث أن سرعة إنشاء الأخبار وانتشارها والتفاعل معها في ظل إنتشار مواقع التواصل أحدث واقعا جديدا، يستوجب آليات جديدة في تقييم والتعاطي مع هذه السياسة، فقد ظهرت لها الكثير من السلبيات.

موازنة لعينة أن تحاول أن تكون حكيما في ظل ضعف قدراتك الإقتصادية والعددية والعسكرية، وتخاذل وحتى احيانا خيانة من حولك، في دول الطوق حول فلسطين الأمر مختلف وله اعتبارات مختلفة، منها ما يتعلق بالموازنة في كل شيء، ومنها ما يؤدي إلى خسارة فادحة للأسف في حال القيام به.

ولكن ان تحافظ على علاقة قوية مع الولايات المتحدة والدول الغربية، مع إبقاء قدر من الحركة في الرأي والتصرف والاعلان، الذي يصل حد مخالفة الرئيس الأمريكي، فهذا موقف يحسب له ألف حساب وقد طارت عروش لأقل من ذلك، ولكن المحافظة على هذا التوازن هي التي تدفع أمريكا ورئيسها إلى التجاوز عن هذه التجاوزات واحترام دور الأردن.

نقول بأن الحكمة في المقاومة هي أن تستمر في استنزاف العدو حتى تجبره على تحقيق اهدافها، لم تكن في يوم خسائر المقاومة أقل من المستعمر أو المحتل، وقد تصل النسبة إلى خمسين من اهل الأرض مقابل واحد من المحتلين وهذا حدث، وثبات المقاومة وصبرها على الأذى هو للأسف الذي يحقق لها النتائج وحرصها على السلامة لا يحقق السلامة بل يحقق الندامة .

خذ موقف عبد الناصر في معركته الأولى والتي أطلقها دون أن يكون مستعدا لها فخسر الحرب واجزاء كبيرة من الوطن ودخل بعدها في حرب أخرى فاشلة، وكانت النتيجة موت عبد الناصر وهو في الخمسينات، والنهاية المذلة في كامب ديفيد ، وما حدث مع القذافي وأوكرانيا وغيرهم، وخذ ما حدث مع صدام، ولذلك ما يجب القيام به ليس هو ما تستطيع القيام به ، ولكن ما يخدم القضية الفلسطينية، دون أن يسبب أذى بالغ للوطن واستقراره وامنه ووجوده.

لقد تجاوز الغرب عن موقف الأردن من غزو الكويت، ولكنه لم يتجاوز في هذا الموقف لغيره، مع إبقاء هذه القدرة في الدفع قدر المستطاع في خدمة القضية الفلسطينية والمقاومة، حتى مع إختلاف وجهات النظر معها ، وهنا اتكلم عن الموقف رسميا، في تلك اللحظة التي تشعر بها القوى العظمى، بعدم اتزان نظام وعدم قدرته على المناورة والتفاهم، يحدث ما حدث في الدول التي صدعت رؤوسنا وطار بعدها رؤساؤها.

ولكن المحافظة على الوطن ومؤسساته وانجازاته وقدراته المادية والعسكرية، هي حفاظ على أبنائه ودعم للمقاومة بكل السبل الممكنة، وسقوطه ليس في مصلحة أحد واول المتضررين هم الفلسطينيون شعبا ومقاومة، وكلنا رأى مع حدث مع حزب الله والنتيجة التي وصل إليها.

وهنا انا اضع قناعتي ولا أدين بها لأحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!