الهاشميون رعاة لكرامة الأردنيين وحفظ حقوقهم وتأصيلا لبث روح المحبة والتسامح
د.محمد ذيب كريشان
الأردن، بقيادته الحكيمة وشعبه المثابر، هو قصة صمود وعطاء تستحق أن نحتفي بها. فلنكن جميعًا جزءًا من الحل، لا جزءًا من المشكلة.
فنحن نتفيأ ظل قيادة هاشمية عربية حملت لواء الثورة العربية الكبرى والتي شكّلت نقطة تحول في مسار الأمة العربية، إذ كانت تهدف إلى التخلص من السيطرة العثمانية وتأسيس كيان عربي مستقل. حمل الهاشميون، بقيادة الشريف الحسين بن علي، راية هذه الثورة، مجسدين روح العروبة والوحدة.
فقد قامت الثورة العربية الكبرى في خضم الحرب العالمية الأولى، عندما رأى الشريف الحسين بن علي، شريف مكة آنذاك، أن العالم العربي بحاجة إلى استقلال يعيد له مكانته الحضارية. كانت الدعوة إلى الثورة مدفوعة بطموحات سياسية وثقافية واجتماعية لتحرير العرب من الظلم والاستبداد.
قاد الشريف الحسين الثورة تحت شعار “وحدة الأمة العربية”، وسعى للتعاون مع القوى الدولية لتحقيق هذا الهدف. ومع دعم القبائل العربية والقيادات المحلية، تمكّنت الثورة من تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية مهمة.
فكانت رسالة الثورة واضحة تمثّلت في تحقيق استقلال العرب ووحدتهم. كان الهاشميون مؤمنين بأن الأمة العربية تمتلك مقومات حضارية وثقافية تجعلها قادرة على بناء دولتها المستقلة. عبّرت هذه الرسالة عن طموحات العرب في استعادة إرثهم الحضاري وتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
واستمر الهاشميون في حمل هذه الرسالة بعد انتهاء الثورة العربية الكبرى. تولّى أبناؤهم، مثل الملك فيصل في العراق والملك عبد الله الأول في الأردن، قيادة دول جديدة أُسست على مبادئ الثورة. لعبوا دورًا في نشر التعليم وتعزيز الهوية العربية والعمل على تحقيق التنمية والاستقرار في دولهم.
ليكون الأردن نموذجًا، تحت قيادة العائلة الهاشمية، تجسيدًا حيًا لهذه الرسالة. قام الملك عبد الله الأول بتأسيس إمارة شرق الأردن، التي تطورت لاحقًا إلى المملكة الأردنية الهاشمية. ركزت القيادة الهاشمية على بناء الدولة وتعزيز الوحدة الوطنية، مع الحفاظ على روح الثورة العربية الكبرى ومبادئها.
يبقى الهاشميون رمزًا للنضال العربي والوحدة. الثورة العربية الكبرى لم تكن مجرد حدث تاريخي، بل حركة تحمل رسالة خالدة تعبر عن طموحات العرب في تحقيق الاستقلال والكرامة. واليوم، تستمر القيادة الهاشمية في الأردن في إحياء هذه المبادئ، مؤكدين أن إرث الثورة ومبادئها لا يزالان حيين في وجدان الأمة العربية.
وفي الوقت الذي يشهد العالم بأسره جرائم بشعة وانتهاكات إنسانية لا تعد ولا تحصى، تجسد قيادات الهاشميين مثالاً حياً على القيادة الرحيمة والإنسانية. في الوقت الذي يتابع فيه العالم المشاهد المروعة للنزاعات والاضطهاد، نرى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يجوب بين الناس، يدخل بيوتهم، يزور مدارسهم وأسواقهم، يتحدث معهم بمحبة صادقة، ويستمع إلى همومهم ومشاكلهم بكل تواضع واهتمام.
كانت زيارة جلالة الملك لمحافظات المملكة مدنا وقرى وبوادي تجسيداً للعلاقة الفريدة التي تربط القيادة بالشعب. فالهاشميون، منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حملوا رسالة العدل والمحبة والتواضع، واستمروا في نهجهم ليكونوا رمزاً للرحمة والخير في كل زمن.
إن هذه الجولات ليست مجرد زيارات عابرة، بل هي دليل واضح على التزام القيادة الهاشمية بقضايا شعبها وسعيها الدؤوب لتحسين حياتهم. الملك عبدالله الثاني، بما يحمله من حكمة وحنكة، يبعث برسالة واضحة للعالم: القيادة ليست بالجبروت أو التسلط، بل بالمحبة والتواصل الحقيقي مع الناس.
ونحن، كأبناء هذا الوطن العزيز، نعتز ونفخر بقيادتنا الهاشمية التي تشكل نعمة ورحمة، ونسأل الله أن يحفظهم ذخراً لنا، ليظل الأردن نموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم.