صحون وكاسات وصواني
كامل النصيرات
في بيتي الصغير بالغور صحون وكاسات طويلة وقصيرة وأكواب بالإضافة إلى بعض الصواني.. أعترف أن غالبية هذه الأشياء ليست لي.. فهي تعود إلى (أحمد ومحمود أولاد عمّي) بالإضافة إلى (هاشم أخوي)..
تم تجميع هذه الأشياء تحت باب (الكرم والشفقة).. فأنا أنزل كل نهاية أسبوع إلى بيتي الغوراني.. وعندما أكون حيدًا.. فإنهم يشفقون عليّ بكرمهم: مرة صحن مقلوبة.. مرّة صينية منسف.. مرّة صحن كفتة.. صينية دوالي.. كاسة قهوة.. كوب قهوة.. وهكذا دواليك على اعتبار شرطي (بس بترجعها) وأنا أقول موافقًا: (ولو.. أكيد).. وخلال سنة ونصف تجمّع عندي ثرورة كبيرة من الصحون والصواني والكاسات وأعتقد يوجد (سدر) أيضًا.. !
المشكلة لديّ الآن.. مش عارف هاي الكاسة لمين وهاظ الصحن لمين وهاي الصينية لمين؟ معقول هاي الصينية لأحمد ..لالالا يمكن لمحمود أو لهاشم.. دوامة أعيش بها الآن .. طلبت منهم جميعًا زيارتي والتعرّف على أشيائهم.. إنهم يماطلون.. لأنهم لا يعرفون مثلي.. أعتقد الأمر بحاجة إلى زيارتهم برفقة زوجاتهم.. وكل ما أخشاه أن تندلع معركة بينهنّ : هاي إلي.. لا والله يا حبيبتي ما حزرتي؛ هاي مش إلك.. لا والله وحياة اولادي إنها إلي.. وهكذا أتسبب في أزمة عائلية بسبب ( كرمهم وإشفاقهم عليّ) لحظة جوعي ..!
الوحيدة التي تمكنت من الخروج من لعبة تجميع الكاسات والصواني والصحون هي أُمّي.. تعطيني الشغلة وبعد ساعتين تبدأ الحنونة بالرنرنة: ما تنسى تجيب اغراضي.. الساعة 8 الصبح رنرنة ليوم الرنرنة وأفتح عيوني يوم العطلة وهي تقول لي:جيب اغراضي .. النا عندك صحن لونه كذا حبيت أذكرك فيه..
أتعلمون لماذا أقول لكم حكاية تجميع الصواني والكاسات هذه.. لأنها سياسية بامتياز.. اعيدوا النظر فيها .. اسرحوا قليلًا.. ستصلون إلى الفكرة العميقة..!
على فكرة يوجد لدي أيضًا ابريق شاي ليس لي.. واتوقع في معالق كمان..!
هل من أحد يشفق عليّ بكرم ويهديني هيئة أمامية للسيارة مع بريكات جديدة..؟!