دولي

زعماء مجموعة العشرين يسلطون الضوء على الصراعات العالمية والتعاون

الشاهين الإخباري

أصدر زعماء مجموعة العشرين الاثنين، بيانا مشتركا يسلط الضوء على المعاناة الناجمة عن الصراعات في غزة وأوكرانيا، في حين دعوا إلى التعاون بشأن تغير المناخ والحد من الفقر والسياسات الضريبية.

وتتناول قمة زعماء مجموعة العشرين في متحف الفن الحديث في ريو دي جانيرو على مدى يومين جدول أعمال يسلط الضوء على تحول وشيك في النظام العالمي مع عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني.

وتواجه مناقشات المشاركين في القمة بخصوص التجارة وتغير المناخ والأمن الدولي صعوبة بسبب تغيرات حادة في السياسة الأميركية تعهد ترامب بتطبيقها عندما يتولى الرئاسة، بدءا من الرسوم الجمركية إلى الوعد بحل تفاوضي للحرب في أوكرانيا.

ومع ذلك، تمكن الزعماء في القمة من التوصل إلى إجماع توافق بقدر ما حول تصعيد الحرب في أوكرانيا، وركزوا بإيجاز على “المعاناة الإنسانية” والتداعيات الاقتصادية للصراع.

كما عبر بيان مشترك للزعماء عن “القلق البالغ بشأن الوضع الإنساني الكارثي في ​​قطاع غزة”، ودعوا بشكل عاجل إلى إرسال المزيد من المساعدات وتوفير الحماية للمدنيين إلى جانب وقف إطلاق النار الشامل في غزة ولبنان.

وبعد غارة جوية روسية كبيرة في أوكرانيا الأحد، دفع دبلوماسيون أوروبيون إلى إعادة النظر في اللغة المتفق عليها سابقا بشأن الصراعات العالمية، لكنهم رضخوا في النهاية.

ولم يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمة، ومثل موسكو وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وجرت مفاوضات ماراثونية في مطلع الأسبوع حتى يتمكن الدبلوماسيون من الانتهاء من صياغة البيان المشترك، وامتد النقاش حول سياسة المناخ إلى ساعات الفجر من الأحد، وفقا لأشخاص شاركوا في المحادثات.

وفي بيانهم، اتفق الزعماء على أن العالم بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) في أذربيجان بشأن هدف مالي جديد لحجم الأموال التي يجب على الدول الغنية تقديمها للدول النامية الأشد فقرا.

ودعا مسؤولو قمة كوب29 زعماء مجموعة العشرين إلى توجيه إشارة قوية للمساعدة في كسر الجمود بشأن تمويل المناخ. وقال البيان المشترك إن الدول بحاجة إلى حل القضية، لكن الزعماء لم يشيروا إلى الحل الذي يجب التوصل إليه في قمة الأمم المتحدة المقرر أن تنتهي الجمعة.

وباعتبارها الدولة المستضيفة لاجتماعات مجموعة العشرين لهذا العام، وسعت البرازيل نطاق تركيز المجموعة على الفقر المدقع والجوع، في حين طرحت نقاشا حول التعاون من أجل فرض ضرائب عادلة على أغنى أغنياء العالم – وهي المواضيع التي سلط البيان المشترك للقادة الضوء عليها أيضا.

لولا يهاجم الجوع

افتتح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قمة مجموعة العشرين لأكبر اقتصادات العالم اليوم الاثنين بتدشين تحالف عالمي لمكافحة الفقر والجوع وافقت أكثر من 80 دولة على دعمه إلى جانب بنوك متعددة الأطراف ومؤسسات خيرية كبرى.

وقال لولا الذي ولد لأسرة فقيرة ودخل عالم السياسة من خلال نقابة عمالية “الجوع والفقر ليسا نتيجة شح أو ظاهرة طبيعية… إنهما نتاج قرارات سياسية”.

وأضاف “في عالم ينتج ما يقرب من ستة مليارات طن من الغذاء سنويا، فإن هذا أمر غير مقبول”.

وأقر مسؤولون برازيليون بأن جدول أعمال القمة الذي يركز على التنمية المستدامة وفرض ضرائب على فاحشي الثراء ومكافحة الفقر والجوع قد يفقد بسرعة قوته الدافعة عندما يبدأ ترامب في إملاء الأولويات العالمية الجديدة من البيت الأبيض.

ومع ذلك، أقر زعماء العالم بأن أجندة البرازيل كرئيسة للقمة، والتي تبنتها جنوب أفريقيا الدولة المستضيفة لقمة عام 2025، دفعت النقاش إلى ما هو أبعد من الموضوعات التقليدية للقوى الغربية.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس على هامش القمة مشيرا إلى الثقل المتزايد للاقتصادات النامية الكبرى “نحن نشهد تغييرا كبيرا في الهياكل العالمية. هذه بلدان تريد أن تقول كلمتها. ولن تقبل بعد الآن أن يستمر كل شيء على النحو الذي كان عليه لعقود من الزمان”.

وانتهز الرئيس الصيني شي جين بينغ هذه المناسبة للإعلان عن مجموعة من التدابير المصممة لدعم الاقتصادات النامية في “الجنوب العالمي”، بدءا من التعاون العلمي مع البرازيل والدول الأفريقية إلى خفض الحواجز التجارية أمام البلدان الأقل نموا.

وبينما يلعب شي دورا محوريا في القمة، يشارك الرئيس الأميركي جو بايدن في القمة قبل شهرين فقط من تركه للسلطة في وقت يتعامل فيه مع صراعات محتدمة في أوكرانيا والشرق الأوسط.

وفي وقت ينتظر فيه العالم إشارات من حكومة ترامب القادمة، كان شي يروج للصعود الاقتصادي للصين، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق التي شملت افتتاح ميناء ضخما في بيرو الأسبوع الماضي.

ولم تشارك البرازيل حتى الآن في المبادرة لكن الآمال مرتفعة في عقد شراكات أخرى خلال زيارة دولة سيختتم بها شي إقامته في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية الأربعاء.

رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى