أقلام حرة

من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنية “37”

كامل النصيرات

وضعت الدكتورة إيناس الدباس اعلانًا على تطبيق “التيمز” أن محاضرة يوم الأربعاء سننتقل الساعة 11 إلى مدرج كلية السياسة لحضور محاضرة لنائبة وزير الخارجية الفلبيني.. والحضور مهم ويحسب من النشاط.. هو مهم للجميع إلّا لي لأنني لا أريد أن أنحرج.. ويوم الأربعاء عندي محاضرتان فقط؛ الثانية مباشرة بعد الأولى للدكتورة شيرا محاسنة.. فاضمرت في نفسي جريمة الغياب عن الجامعة ولكن من باب الاحتياط أرسلت للدكتورة شيرا أسألها هل يوجد محاضرة وجاهي أم سنكون في محاضرة الخارجية الفلبينية.. فأكدت لي وجود محاضرتها.. فألغيتُ إضمار الغياب وأعلنت الحضور.. !
في محاضرة الدكتورة إيناس قلت لها لن أحضر.. فهددتني بتسجيلي غائبًا لأنها حريصة على حضوري.. وهي لا تعلم أين تكمن مشكلتي في محاضرة الخارجية الفلبينية.. قلتُ لها عندي محاضرة عند الدكتورة شيرا.. ضحكت وقالت: الدكتورة شيرا بعثت إعلانا لحضور المحاضرة الفلبينية أيضًا؛ و رئيس القسم الدكتور محمد الخريشة شدّد على الحضور وهذا لا يردُّ له طلب.. فأسقط في يدي.. وصرت جاي على الجامعة ويا عونة الله عونتك..!
دخلتُ مدرج العلوم السياسية.. بدأت المحاضرة الفلبينية.. الدكتور حسن المومني عميد الكلية هو من سيقدّم نائبة وزير الخارجية الفلبينية.. وعندما بدأ وقال ” السلام عليكم” كانت هذه الجملة آخر عهدي باللغة العربية في تلك المحاضرة.. وبدأت معاناتي في التركيز باللغة الإنجليزية.. وطوال ساعة كاملة وأكثر فهمت الكلمات العميقة جدًا التالية وأحمد الله أنني فهمتها وبالإنجليزي: هسن (حسن والمقصود حسن المومني عميد الكلية)/ جوردن/ فلبينز/ بلستين/ قزة (غزّة)/ وأجمل كلمة عميقة (ثانكيو).. لأن بعد ثانكيو كان ينطلق التصفيق بحرارة وأنا أنظر بالوجوه الكثيرة وأتساءل: معقول فاهمين؟!
كنت مثل الأطرش في الزفّة.. بابا سنفور (اتمسح فيه الأرض يا رجالة).. والأدهى والأمر.. زميلة مجتهدة تستشيرني أنها تريد المشاركة بسؤال فقلت لها بس بالانجليزي فهزّت رأسها أنها تعرف.. وبعد قليل مدّت لي موبايلها المكتوب السؤال فيه.. وأنا أقول في نفسي يا وقعة الوقعة؛ بدها أعطيها رأيي في سؤال مكتوب بالانجليزي.. الصبية شاربة في بابا سنفور مقلب .. وما أن وقع نظري على السؤال وأنه مترجم للعربية حتى هدأت نفسي وطاب خاطري..!
الله يسامحك يا دكتورة إيناس؛ كان عفيتيني من هالإحراج وكل شوية أهزّ براسي وأنا مش فاهم شي.. ولكن بعد المحاضرة اقتنعتُ أن العلاقات الجوردنية الفلبينزية بأحسن أحوالها..!
انتظروني..

زر الذهاب إلى الأعلى