ما بين السطور فيما نشره “الصبيحي” و “الحباشنة”..
محمود الدباس – ابو الليث..
لا يمكن لي ولا لمن هم على شاكلتي التشكيك في مهنية وواقعية الاستاذين المقدرين محمد الصبيحي وفارس حباشنة.. وكثيرا ما اقرا نقلهما للهم الوطني بطريقتهما الخاصة..
وكعادتي احاول فهم الرسائل مما اقرأ.. ولثقتي بمهنية الشخصيتين المقدرتين في نفسي.. اقول بانهما تحدثا بما يجول في صدورنا تجاه ما نسمعه من تصريحات واخبار..
الاستاذ محمد الصبيحي تحدث في مقاله حول ما يردده دولة رئيس الوزراء.. والذي اصبح وسما يسم دولته.. بان القادم اجمل.. وان الايام الجميلة والرغيدة لم تأت بعد..
وهنا اقول بأن دولة الرئيس واصراره على هذه المقولة.. والتي نتمناها جميعا على راي المقولة “شو بده الاعمى غير شوية نظر يشوف بيه”..
ولن احلل ما ذكره الاستاذ الصبيحي.. فهو كاتب يكتب بكل سلاسة ووضوح تغني القارئ عن التحليل والبحث.. حيث اوضح ان المواطن لا يريد الا ان يرى تلك البحبوحة واقعا ملموسا.. او على اقل تقدير سكة الحديد التي سيمشي عليها قطار السعادة والهناء والرغد.. في كل مناحي حياتنا.. سياسية او اقتصادية او اجتماعية.. وبالتالي تحقق العدالة بين الجميع..
ولم يترك لنا الاستاذ ابا مؤمن مجالا للتعقيب او الزيادة على ما اورد في مقاله من نقاط واضحة وملموسة..
أما الاستاذ فارس حباشنة والذي دوما ما اجده يضرب بمهنيته الجميلة على الوتر الصحيح.. فقد تناول موضوعا استبشرنا به جميعا الخير.. وانتظرناه ومثله كثيرا.. ألا وهو ابراج عبدون..
وانا كمثل اي مواطن ايجابي يتلهف لسماع الاخبار الجميلة والواعدة والتي تكون معلنة دون اخفاء لاي معلومة.. وما خبر ابراج عبدون وما سيوفره من فرص عمل.. وضخ للسيولة في السوق.. ناهيك عن الاثر الاعلامي الايجابي.. بأن الأردن مستقطب للاستثمارات المتوسطة والكبيرة.. لهو امر نتوق لسماعه دوما.. وترنو الانفس لمشاهدته واقعا ملموسا.. وليس حبرا على ورق..
ولكن ما قام به الاستاذ الحباشنة من استقصاء صحفي مهني.. يجعل الواحد منا يضبط اعصابه المنفلتة ابتهاجا بالخبر.. ويقف وقفة تأملية حول مصداقية المشروع.. وهل سيرى النور.. أم ان مآله كما كان مآل مشاريع مشابهة؟!..
وما تفضل به الاستاذان المقدران من تساؤلات في مقاليهما.. ما هي الا تساؤلات وطنية صادقة.. كما وجدتها من وجهة نظري.. وليست تشاؤمية او من باب وضع العصي في الدواليب.. وهي تساؤلات تختلج صدورنا جميعا..
واذا ما بحثنا بين السطور في المقالين.. سنجد عاملا مشتركا واحدا جعل الاستاذين يطرحان هاذين الامرين على الملاء.. ولم يبقياهما طي صدورهما..
إنه مستوى الثقة بما يصدر عن الحكومة والمؤسسات الرسمية.. والهوة التي اتسعت بشكل كبير بين المواطن والمسؤول.. والتي لم تنشأ اعتباطا.. او من باب الدقر والمجاكرة.. وانما لطول انتظار الجميل من الايام.. وعدم لمس تلك البحبوحة.. ولكثرة التعثرات في مشاريع استثمارية.. وازدياد الفارق النسبي بين ما يتم انشاؤه من مشاريع.. مقارنة مع ما يتم اقفاله او هجرته الى خارج الاردن.. لهي الركن الاساس في طرح التساؤلات والتخوفات من أي مشروع تعلن عنه الحكومة..
فللأسف الشديد لا تكاد فترة زمنية تمضي.. إلا ونسمع عن تحسينات وتشريعات ستساهم في استقطاب الاستثمارات المحلية والخارجية.. وعلى ارض الواقع نجد ان حتى الذي بايدينا من استثمارات مهدد بالإقفال وتسريح العاملين فيه..
وما يحدث في مدينتي السلط الحبيبة على سبيل المثال لا الحصر.. بخصوص المدارس الخاصة.. وما اسمعه من مختصين عن اخبار تدمي العين قبل القلب.. ما هو الا انعكاس لما يحدث في باقي المناطق والقطاعات..
وحين اسأل عن سبب الضائقة التي تمر بها المدارس.. اسمع العجب العجاب.. وابسط امر.. هو تطبيق بأثر رجعي للوائح وانظمة جديدة على منشآت تم انشاؤها على تعليمات وقوانين رسمية في حينه.. والتزم اصحابها بكل ما تم فرضه عليهم حينها..
وحين نعلم ان هذه المدارس ليست خياما ولا بيوت شَعر من السهل هدمها وخياطتها للتواءم مع الجديد من التعليمات.. حينها سنعلم علم اليقين بان هذه الاستثمارات تقف -لا سمح الله- على طابور الإقفال.. ناهيك عن الكثير من التعليمات التي تقف حائلا لاصحابها من حتى تحصيل اموالهم ليستمروا في تقديم الخدمة..
أتأسف للجميع على تداخل الامور.. ولكن هي فرصة للحكومة التي نتمنى لها ان تكون المنقذة لما نحن فيه.. بأن تعمل على الأرض بالشكل الواضح.. وليس من خلال الميكروفونات والتصريحات عبر وسائل الإعلام..
حمى الله الأردن ملكا وشعبا وارضا..