ليتوانيا تحسم خيارها بين الرئيس المنتهية ولايته ورئيسة الوزراء
الشاهين الاخباري
يتفق المرشحان على ضرورة أن ترفع الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، والتي يبلغ عدد سكانها 2,8 مليون نسمة، إنفاقها العسكري لمواجهة “تهديد” موسكو.
ويبدو نوسيدا، وهو مصرفي سابق في الستين من العمر، الأوفر حظاً للفوز بولاية رئاسية جديدة من خمسة أعوام. وهو توقّع الحصول على 75 بالمئة من الأصوات في الدورة الثانية.
ونال الرئي المنتهية ولايته 44 بالمئة من أصوات المقترعين في الدورة الأولى، متقدماً على سيمونيت التي نالت 20%.
ولم تجرَ استطلاعات للرأي منذ الدورة الأولى التي أقيمت في 12 أيار/مايو.
وتخوض سيمونيت (49 عاماً)، وهي مرشحة الحزب المحافظ، الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية بعدما خسرت أمام نوسيدا في الدورة الثانية عام 2019.
ويتشارك الرئيس مع الحكومة وضع السياسة الخارجية للبلاد ويمثّلها في قمم حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. لكن يتوجّب عليه أن يتشاور مع الحكومة والبرلمان في تعيين الموظفين الكبار في الدولة.
وفي حين تتشابه مواقف المرشحَين بشأن قضايا الدفاع، تختلف وجهات نظرهما بشأن قضايا أخرى في السياسة الخارجية مثل العلاقة مع الصين، والتي تشهد توترا منذ أعوام بسبب تايوان.
– بين الذكاء والحقوق –
وحضر بعض الليتوانيين باكراً الى مراكز الاقتراع في فيلنيوس.
وقال أرتوراس سامويلينكو إنه يؤيد سيمونيت لأنها “الأفضل بين الاثنين”.
وتابع الرجل البالغ 34 عاماً وهو متخصص في قطاع الإعلان ان رئيسة الوزراء الحالية “ستدعم بشكل أكبر حقوق الإنسان”.
من جهتها، اختارت المتقاعدة أوسرا فيسنييوسكيني التصويت لصالح نوسيدا “فهو رجل ذكي، يتحدث لغات عدة، متعلّم، مصرفي”. وتابعت السيدة البالغة 67 عاماً “أريد رجلاً يتولى القيادة، خصوصاً متى كان التهديد بالحرب كبيراً الى هذا الحد”.
وتخشى الجمهورية السوفياتية السابقة في البلطيق – البالغ عدد سكانها 2,8 مليون نسمة وتُحيط بجيب كالينينغراد الروسي حيث الوجود العسكري الكبير – من أن تكون الهدف المقبل لموسكو في حال خرجت منتصرة من حربها في أوكرانيا.
وليتوانيا هي من الداعمين الأساسيين لأوكرانيا في مواجهة الغزو. ويشكّل الانفاق الدفاعي 2,75 بالمئة من إجمالي الناتح المحلي لفيلنيوس. وهذا الأسبوع، تقدمت حكومة سيمونيت باقتراحات لرفعه الى ثلاثة بالمئة.
وتعتزم الحكومة استخدام هذه الزيادة لشراء دبابات وأنظمة دفاع جوي إضافية، واستضافة كتيبة ألمانية في ظل عزم برلين على نشر نحو خمسة آلاف من جنودها بحلول العام 2027.
خلافات بشأن تايوان
وأدت العلاقات المتوترة بين نوسيدا وحزب سيمونيت المحافظ الحاكم، الى نقاشات في بعض الأحيان بشأن السياسة الخارجية لليتوانيا، خصوصا في ما يتعلق بالعلاقة مع الصين.
وتوترت العلاقات الدبلوماسية في 2021 عندما أجازت فيلنيوس لتايوان فتح ممثلية دبلوماسية تحمل اسم الجزيرة عوضاً عن الإجراء المعتمد تقليديا باستخدام اسم العاصمة تايبيه لتجنّب إثارة غضب بكين.
وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتتعهد إعادتها الى كنفها بالقوة إن لزم الأمر. وردّاً على إجراء فيلنيوس، خفّضت الصين مستوى العلاقة مع ليتوانيا وأوقفت استيراد منتجاتها.
وأثارت الخطوة جدلاً بين السياسيين الليتوانيين، وطالب بعضهم بتصحيح العلاقة مع الصين لصالح الاقتصاد المحلي. وفي حين يؤيد نوسيدا تغيير اسم الممثلية التايوانية، ترفض سيمونيت هذا الأمر.
الا أن الناخبين يبدون اهتماماً أكبر بمواقف المرشحين في مجال السياسة الاقتصادية وحقوق الانسان.
ويعرف عن سيمونيت حسّها الفكاهي وأنها تكتب بنفسها منشوراتها على منصات التواصل الاجتماعي. وهي تحظى بدعم أكبر لدى الناخبين الليبراليين في المدن الكبرى، إضافة للمحافظين.
وتدعم خصوصا الارتباط بين أشخاص من الجنس نفسه، وهي مسألة لا تزال تثير حساسية في البلاد حيث غالبية السكان من المسيحيين الكاثوليك.
وقالت سيمونيت لدى إدلائها بصوتها الأحد “أرغب في رؤية تقدّم أسرع، انفتاح أكبر… تسامح أكبر حيال الأشخاص المختلفين عنا”.
أما نوسيدا، فيبدي موقفاً معتدلاً بشأن كل القضايا تقريباً، لكنه ما زال محافظاً في ما يتعلق بحقوق المثليين.
وقال أثناء الإدلاء بصوته إن “الأعوام الخمسة الماضية أظهرت أنني حاولت تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسي”.
وتقفل مراكز الاقتراع عند الساعة 17,00 ت غ.