أكثر من 100 قتيل في انفجارين جنوبي إيران تزامنا مع إحياء ذكرى سليماني
الشاهين الإخباري
قُتل أكثر من 100 شخص جراء انفجارين وقعا بفارق دقائق في جنوب إيران، واستهدفا حشودا كانت تحيي الذكرى السنوية الرابعة لمقتل اللواء قاسم سليماني في ضربة أميركية.
ووقع الانفجاران اللذان اعتبرهما مسؤول محلي عملا “إرهابيا”، قرب مقبرة الشهداء في محافظة كرمان حيث يرقد سليماني، وفي ظل ظروف إقليمية شديدة التوتر على خلفية الحرب بين الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” أن “عدد الشهداء ارتفع إلى 103 بعد وفاة أشخاص أصيبوا بجروح في الانفجارين الإرهابيين”. وكانت الحصيلة السابقة تفيد بمقتل 73 على الأقل.
كما أشارت إلى أن عدد الجرحى بلغ 141 بعضهم “في حال حرجة”.
إلى ذلك، نقل التلفزيون الرسمي عن رحمن جلالي، نائب حاكم محافظة كرمان التي يتحدر منها سليماني، قوله إن الانفجارين “هجوم إرهابي”.
ولم تقدم السلطات الإيرانية بعد تفاصيل بشأن التفجيرين. إلا أن وكالة تسنيم نقلت عن مصادر مطلعة لم تسمّها، قولها إن “حقيبتين تحملان متفجرات انفجرتا” على الطريق المؤدي إلى مسجد صاحب الزمان حيث المقبرة.
وأضافت أن “منفذي… هذا الحادث قاموا على ما يبدو بالتفجير باستخدام جهاز تحكم عن بعد”.
وأظهرت اللقطات تواجد الآلاف على الطريق، قبل أن يُسمع من بعيد دوي انفجار أثار هلعا بين الحاضرين الذين بدأ كثيرون منهم بالركض للابتعاد عن المكان. كما أمكن رؤية دخان يتصاعد في الخلفية، بينما عمل عناصر من قوات الأمن على فرض طوق. وأظهرت المشاهد على التلفزيون الرسمي العديد من سيارات الإسعاف والمسعفين في المكان.
ونقلت وكالة “إيسنا” عن محافظ كرمان سعيد تبريزي، قوله إن الانفجارين وقعا بفارق عشر دقائق فقط.
الذكرى الرابعة
وكانت الجموع تحيي الذكرى الرابعة لمقتل سليماني في ضربة جوية أميركية فجر الثالث من كانون الثاني 2020، بعيد خروجه من مطار بغداد. وقضى معه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.
وكان سليماني حينها، قائدا لفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وأحد أبرز القادة العسكريين للجمهورية الإسلامية، وصاحب دور محوري في رسم استراتيجيتها في الشرق الأوسط على مدى أعوام طويلة.
ويعزى إلى سليماني الدور الأكبر في إرساء “محور المقاومة”، وهي التسمية التي تطلق على الأطراف الحليفة لطهران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، والحوثيين في اليمن، إضافة إلى بعض الفصائل العراقية.
وحظي سليماني بمكانة رفيعة لدى العديد من الإيرانيين وشارك الملايين منهم في تشييعه مطلع العام 2020 خلال مراسم تنقلت بين محافظات عدة وصولا إلى مواراته الثرى في مسقطه كرمان.
وينسب إلى سليماني دور كبير في مواجهة “تنظيم الدولة” الإرهابي المعروف بـ “داعش”، بعد سيطرته على مساحات واسعة من العراق وسوريا خلال العقد الماضي.
وأشاد به المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، بعد أيام من مقتله، بالقول: “قتلوا شخصًا كان القائد الأكثر قوّة في الحرب على الإرهاب (…) بعملية غادرة وجبانة وقد اعترفوا بها، فأي خزي وعار أكبر من ذلك لهم”.
وأثار قتل سليماني بأمر مباشر من الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب، توترا حادا بين واشنطن وطهران التي ردّت على اغتياله بقصف صاروخي طال قاعدة عسكرية في غرب العراق يتواجد فيها جنود أميركيون.
ويأتي انفجارا الأربعاء، في خضم توتر إقليمي متصاعد على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي تقول تل أبيب إنها تستهدف حركة حماس.
كما وقعا بعد أيام من اتهام طهران لإسرائيل بقتل القيادي في الحرس الثوري رضي موسوي جراء ضربة قرب دمشق حيث كان يؤدي مهام “استشارية” ضمن “محور المقاومة” في سوريا. كما جاء التفجيران غداة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري جراء ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وسبق لإيران أن شهدت حوادث وتفجيرات أدت إلى مقتل العشرات، تبنت غالبيتها تنظيمات انفصالية أو جماعات تصنّفها الجمهورية الإسلامية “إرهابية”.
ففي شباط 2019، قتل 27 عنصرا من الحرس الثوري في تفجير انتحاري استهدف حافلتهم في محافظة سيستان بلوشتان في جنوب شرق البلاد عند الحدود مع أفغانستان وباكستان.
وفي أيلول 2018، قُتل 24 شخصا على الأقل في هجوم استهدف عرضا عسكريا في مدينة الأهواز جنوبي غرب إيران، اتهمت السلطات مجموعة مرتبطة بـ “انفصاليين تكفيريين” بالوقوف خلفه.
وفي كانون الأول 2010، تبنت مجموعة “جند الله” المتطرفة هجوما انتحاريا استهدف مصلين يحيون ذكرى عاشوراء في جابهار (جنوب شرق)، ما أدى إلى وفاة 34 شخصا وإصابة عشرات.
وفي تموز من العام نفسه، قتل 28 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 250 بجروح في اعتداء على مسجد للشيعة في زاهدان مركز محافظة سيستان بلوشستان، أتى بعد أسابيع من إعدام زعيم “جند الله” عبد الملك ريغي شنقا.
وتبنت المجموعة في تشرين الأول 2009، هجوما انتحاريا أودى بـ 42 شخصا في مدينة بيشين قرب الحدود الباكستانية، استهدف اجتماعا ضمّ ضباطا في الحرس الثوري وزعماء محليين لـ “تعزيز الوحدة بين الشيعة والسنة”.
أ ف ب