ماذا أفعلُ مولايْ..؟
كامل النصيرات
مترعةٌ أحلامُ صبايْ.. تأكلُ ما لذّ وطابَ وتتركُني ألعبُ باللّاجدوى وِفقَ هوايْ.. تصلبُني وسطَ الشارعِ؛ تتركُني “مَلطشةً” (للرّايحِ والجايْ)..
ذاكَ يباريني كي يسرقَ منّي مفتاحَ الشهقةِ؛ حتى الشهقةُ ليس لديها بعضُ وفاءٍ للآهةِ و (الآآآآآيْ)..
ذاكَ يطاردني مع أنفاسِ التبغِ الأردأِ من أحذية (الشحّادين)؛ وحين تضيعُ القدّاحةُ يشعل لي من أعصابي ألفَ لُفافةِ تبغٍ ليس تراها في صحراء الروحِ مرايايْ..
ذاك يرى أنّ عشائي أكثرُ من قَدْري؛ وهْوَ القِطُّ المُتخمُ جينيًّا؛ وأنا بالطبع وحتمًا القِطّةُ تأكلُني قبلَ عشايْ..!
ما أفعلُ يا وردَ الفقراءِ وكيف أُطبطبُ كتفي بيدي.. كيفَ أواسيني وأضمِّدُ بعض جراحي والعلّةُ كلُّ العلّةِ في كلِّ دوايْ..؟!
أُهدهدُني فأرى أحلامًا مزعجةً.. أهربُ للكذّابين؛ وللهبّاشين؛ وللعيّارين؛ وللزعران؛ ولكلِّ رقيعٍ يلهثُ خلفَ حكايايْ.. أفاوضُهم: روحي تعبتْ.. ها إني استسلمُ.. أنتم في حِلٍّ منّي وأنا في حلٍّ منكم..! لكنّ النُّخبةَ منهم رسمتْ دائرة ضيّقةً؛ صاحوا بفَمٍ زَبَدِيٍّ يرعبُ حتى الأمواتَ: وَلَكْ تَعْ جايْ..!
تكثرُ فيَّ سكاكينُ “الطيحةِ”.. مرميٌّ في كلِّ شوارعَ من بلدي.. ودمي مغلوبٌ.. رأسي الليّنُ أصلبُ من صخرِ أنايْ..
مرميٌّ.. لا أدري ما أفعلُ..؟
ماذا أفعلُ مولايْ..؟
ماذا أفعلُ مولايْ..؟!