أقلام حرة

العودة إلى الغابة

كامل النصيرات

مخترع شخصية “طرزان” عبقري بالفعل.. أراد الهروب من كل ما يحدث معه كما يحدث معي الآن.. أراد أن يعود للغابة ويولي الأمر “للقردة” كي تربّي الطفل الرضيع .. بل أراد المخترع أن يمسح كل ما له علاقة ببني البشر ويعيش في الغابة سيّدًا حكيمًا ورحيمًا بالوحوش و الضواري..!
يقولون أننا نعيش في غابة.. وهذا ليس صحيحًا.. فللغابة قوانينها الصارمة والمقدّسة .. بل نحن أعجز من أن نحوّل هذه الحياة المقادة بالذكاء الاصطناعي إلى غابة..!
في الغابة ليس هناك جبناء مثلي الآن تمامًا.. في الغابة هناك مساحات شاسعة للركض والهروب وليس مثلي عاجز عن الهروب للأمام دقيقتين.. في الغابة حريّة للكبير والصغير؛ نعم حريّة والذي لا يصدّقني فليعد ويقرأ فقه الغابة.. وأنا أعجز بني آدم عن ممارسة حريته مع أولاده والعكس أيضًا صحيح..!
أشعر أني بحاجة لأن أكون “طرزانًا” .. أشعر أني يجب أن أتربّى من جديد في الغابة.. بل كل ما أشعر به من جبن ودنيّة الآن يقودني لأن أقول لكم بكامل دموعي: أنا خائف جدًّا من كلّ شيء ولديّ مرض احتلني اسمه “أنتم فوبيا”..!
يدي على قلبي دائمًا..

زر الذهاب إلى الأعلى