تطورات المشهد الفلسطيني.
حمادة فراعنة
يحق لحركة حماس المباهاة بما أنجزت في انتخابات مجلس طلبة جامعة بير زيت، فقد حصلت على 28 مقعداً مقابل 18 مقعداً لحركة فتح، ولا شك أن ذلك يعود لتطورات المشهد السياسي، والشعارات المرفوعة، واهتمامات الفصيلين، حيث لكل منهما أولوياته، رغم وجود الاحتلال وقوات المستعمرة وتحكم أجهزتها بحياة الفلسطينيين ومعيشتهم سواء في الضفة الفلسطينية والقدس، حيث الاحتلال العسكري الأمني الاستيطاني المباشر، أو لدى قطاع غزة المحاصر من قبل قوات المستعمرة، براً وجواً وبحراً، وفرض التجويع ومنع التحرك والتحكم بأدوات حياة أهل القطاع وتفاصيلها، ولهذا يمكن الوصول إلى نتيجة أن كلاً من الفصيلين يقع أسيراً تحت بطش المستعمرة وسياساتها وتوجهاتها، مهما بلغت درجة رفض الفصيلين وعدائهما للاحتلال، وتطلعاتهما نحو الحرية والاستقلال.
مسار الانتخابات ونتائجها، مرتبط بتطور المشهد السياسي وتفاقماته وتعقيداته، ففي الانتخابات السابقة التي جرت عام 2019، وكانت قد تعطلت بسبب جائحة كورونا، حصلت كتلتا الفصيلين على 23 مقعداً لكل منهما: فتح وحماس، ولهذا قد تكون النتائج مرجحة للتبديل والتغيير وفق المعطيات الذاتية المتقلبة مستقبلاً خلال الدورات المقبلة.
في كل الأحوال، يكون ملفتاً أن هذه الانتخابات تتم في الضفة الفلسطينية، حيث سلطة الاحتلال المباشرة، وإدارة حركة فتح لمؤسسات السلطة، ومع ذلك تتم الانتخابات في الضفة الفلسطينية، وتفوز حركة حماس بشكل علني و بائن، وتُسَلم حركة فتح بنتائجها، مما يفرض السؤال التحدي المستفز، حول مسار الأحداث الداخلية في قطاع غزة حيث تستأثر حركة حماس بأدوات السلطة المحلية وتتحكم باداراتها منفردة أمنياً وإدارياً، وقوات الاحتلال خارج حدود قطاع غزة، وتضحيات شعبها وبسالتهم فرضت على قوات المستعمرة الرحيل عن القطاع بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال، ولذلك نسأل لماذا لا تجري الانتخابات للبلديات والنقابات ومجالس طلبة الجامعات في قطاع غزة ، بحيث تبرز التعددية والاحتكام إلى نتائج صناديق الاقتراع؟؟.
السؤال الجوهري الذي يستحق شعب فلسطين في غزة الإجابة عنه والتدقيق في نتائجه وهو لماذا لا تكون غزة وشكل السلطة في إداراتها نموذجاً للشعب الفلسطيني وأمام العالم؟؟ لماذا لا تكون سلطة حركة حماس في قطاع غزة واداراتها لصالح الشعب الذي توجع وتعذب ودفع اثماناً باهظة حتى تحقق ما حققه من نتائج في رحيل قوات الاحتلال عن قطاع غزة، لعله يستكمل خطوات تطلعاته التدريجية في فك الحصار التجويعي الظالم عن اهل القطاع، ويحقق استكمال خطوات الحرية والاستقلال كمقدمة جوهرية عملية مطلوبة لباقي خارطة فلسطين وطناً للفلسطينيين حيث لا وطن لهم غيره.