دولي

وزارة الخارجية الأميركية: شبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من الدولة الأوكرانية

وزارة الخارجية الأميركية: الناتو حلف دفاعي لا يحمل أي نية عدوانية تجاه روسيا

الشاهين الاخباري

ترى الولايات المتحدة أن شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها روسيا عام 2014، “جزء لا يتجزأ من الدولة الأوكرانية”، في وقت تخوض فيه روسيا حربا في أوكرانيا منذ 8 أيام، وطالبت بـ “انسحاب كل القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية ووقف إطلاق النار على الفور”.

وقال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ساميويل وربيرغ، بعد وضع روسيا في مفاوضاتها مع أوكرانيا شروطا منها اعتراف كييف بالقرم أرضا روسية، إن “روسيا هي الدولة المعتدية وليست الضحية”،

والولايات المتحدة وشركاؤها وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي ودول أخرى في العالم، تحترم سيادة أوكرانيا، و”الولايات المتحدة ترى أن القرم جزء لا يتجزأ من الدولة الأوكرانية”.

وتشترط روسيا خلال مفاوضاتها مع أوكرانيا التي بدأت الاثنين، الاعتراف بالقرم كأرض روسية وإعلان “حياد” كييف، ونزع سلاح أوكرانيا و”اجتثاث النازية” فيها، لوقف الحرب في “جارتها الغربية”.

ولم تسفر المحادثات الأولية التي أجريت الاثنين في بيلاروس عن نتائج ملموسة، لكن موسكو أعلنت أن وقف إطلاق النار سيكون على جدول أعمال جولة ثانية من المفاوضات الروسية-الأوكرانية.

وكانت القرم جزءا من روسيا داخل الاتحاد السوفيتي حتى عام 1954 عندما تنازل عنها الرئيس السوفيتي نيكيتا خروشوف لأوكرانيا، وتقع جنوبي أوكرانيا بين البحر الأسود وبحر آزوف، ويفصل القرم عن روسيا مضيق كيرش، وغالبية سكانها من أصول روسية.

“قرار أوكرانيا فقط”

وبشأن الموقف الأميركي من المفاوضات، قال وربيرغ إن “المفاوضات شأن يخص أوكرانيا وليس شأن الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى لتدعمه أو ترفضه”.

و”الولايات المتحدة وبعكس روسيا، تحترم سيادة الدول الأخرى وتحترم قراراتها لذلك فإن قرار المحادثات مع الجانب الروسي هو قرار تتخذه أوكرانيا فقط”، وفق المتحدث الإقليمي الذي تحدث عن دعم أميركي للحكومة الأوكرانية والوقوف معها.

وأشار إلى أن “موقف الولايات المتحدة كان واضحاً منذ أشهر بالنسبة للأزمة حتى قبل أن تصبح أزمة”، و”واشنطن تفضل المسار الدبلوماسي واتخذت كل الإجراءات لإنجاح السبيل السلمي لكن للأسف روسيا أغلقت باب الدبلوماسية واختارت المسار العدواني ومسار الحرب”.

الأربعاء، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة مستعدة “لدعم الجهود الدبلوماسية” لأوكرانيا لضمان وقف إطلاق النار مع روسيا، مضيفاً “نترك الباب مفتوحا لمخرج دبلوماسي” لكن “التوصل إلى ذلك يكون أكثر صعوبة في ظل دوي إطلاق النار وتقدم الدبابات”.

“غريب جداً”

ورأى المتحدث الإقليمي وربيرغ أن وضع روسيا شروطا لإيقاف الحرب خلال المفاوضات منها اشتراط روسيا نزع السلاح من الجيش الأوكراني، “غريب جداً”، واعتبر الحرب الروسية “غير قانونية وغير مبررة”.

وقال وربيرغ إن “روسيا هي من قامت بخرق كل المواثيق والقوانين الدولية وهي من قامت بشن الحرب ضد أوكرانيا بالرغم من أن أوكرانيا لم تقم بأي عمل يستفزها وهي الدولة التي تحاول تغيير حدود دول أخرى وهذه ليست المرة الأولى لأنها قامت بالاعتداء على سيادة أوكرانيا في 2014 عندما احتلت شبه جزيرة القرم الأوكرانية”.

واعتبر الحديث الروسي عن “ضمانات أمنية” أمر “غريب جداً” لأن “أوكرانيا لم تهاجم روسيا ولم يكن لديها أي نية عدوانية تجاهها”.

وطالب المتحدث الإقليمي بـ “انسحاب كل القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية ووقف إطلاق النار على الفور”.

وتوجه المبعوثون الأوكرانيون إلى “مكان المفاوضات” في بيلاروس لعقد جلسة ثانية من المباحثات، وفق الرئاسة الأوكرانية، وستبدأ هذه المحادثات صباح الخميس في موقع حدده الجانبان الروسي والأوكراني “معاً” في بيلاروس “ليس بعيدا من الحدود مع بولندا”، بحسب المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي.

“قرار أوكراني بحت”

وفي ظل اشتراط روسيا “حياد أوكرانيا” وابتعادها عن الغرب وعدم الدخول في تحالفات وعدم الانضمام للناتو وعدم تبني المواقف الغربية تجاه روسيا، قال المتحدث الإقليمي إن “قرار الانضمام لأي تحالف سواء كانت الناتو أو الاتحاد الأوروبي أو أي مجموعة، هو قرار الدولة الأوكرانية فقط، وليس قرار روسيا أو الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، ولا يمكن لأي دولة في العالم أن تملي على دولة أخرى ما يجب أن تقوم به أو ما هي التحالفات التي يجب أن تنضم لها”.

وأكد على أن قرار انضمام أوكرانيا لحلف الناتو هو “قرار أوكراني بحت”.

“لا نية عدوانية” 

وأشار إلى أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) هو “حلف دفاعي ولا يحمل أي نية عدوانية تجاه روسيا أو أي دولة أخرى، وتلك النقطة أوضحتها الولايات المتحدة والحلفاء في الناتو بشكل متكرر وحتى قبل اندلاع الأزمة”.

ورأى وربيرغ أن روسيا “تريد أن تعيد العالم 100 عام إلى الوراء وتعيد زمن الإمبراطوريات الذي انتهى”.

ولدى سؤال عن وجود خطة أميركية للحفاظ على سلامة وحياة الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينيسكي في ظل المعارك المحيطة بالعاصمة الأوكرانية كييف، قال وربيرغ إن واشنطن “على تواصل يومي مع الرئيس وفريقه، ولن نخوض في التفاصيل والشؤون الأمنية للرئيس زيلينسكي، لكن يمكننا أن نؤكد أن الولايات المتحدة تواصل تقديم الدعم له ولحكومة أوكرانيا المنتخبة ديمقراطياً”.

وطالب روسيا بـ “احترام سيادة أوكرانيا وقراراتها لأن هذا ما تنص عليه جميع القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة”.

وعبر عن شعور الولايات المتحدة بـ “قلق وحزن بالغ” من التقارير التي تصل واشنطن من كل أنحاء أوكرانيا جراء الحرب في أوكرانيا، ورأى أن تلك الحرب التي شنتها روسيا “غير مبررة”، ووصف التصرفات الروسية في الجمهورية السوفيتية السابقة بأنها “عدوانية ومزعزعة للاستقرار”.

وتبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية أصوات 141 دولة من بينها الأردن، الأربعاء، قرارا يطالب روسيا “بالتوقف فورا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا”، و”سحب فوري وكامل وغير مشروط لجميع قواتها العسكرية” من أوكرانيا.

المملكة

زر الذهاب إلى الأعلى