تجوال حر 48 ساعة لمصاب كورونا
داود شاهين
صباح الجمعة نشرت على الموقع خبر تحت عنوان ( إجراءات وزارة الصحة وراء زيادة عدد الاصابات) وقد قمت بإرسال رابط الخبر الى العديد من مسؤولي وزارة الصحة وتم نشره على العديد من المجموعات وعلى مستوى كبير جدا وتم النشر وأنا كلي أمل أن تقوم وزارة الصحة بإصدار خبر رسمي يحتوي على تفسير لمحتوى الخبر الذي من الممكن إختصاره ب ( إن ظهور نتائج عينات فحص الكورونا يستغرق بمعدل 48 ساعة حتى يتم إبلاغ صاحب العينة بنتيجة فحصه ) ورغم حديثي الودي مع بعض من مسؤولي الوزارة الا أن حديثهم ما كان إلا تبرير لسبب هذا التأخير دون أن يتبنى أي منهم ردا رسمياً يكون جواب شافيا ومقنعً لي وللمواطن .
الصادم في الموضوع بالنسبة لي أن خبر قد انتشر على المواقع الاخباريةمفاده أن الوزارة تفرض رسم قيمته نصف دينار لأي تحويل من الطبيب العام الى طبيب الاختصاص لتبادر الوزارة مشكورة بإصدار بيان رسمي تشرح فيه اسباب و آلية فرض هذا الرسم . وأصبح موضوع نصف الدينار هو الشغل الشاغل للوزارة وكأن قضية نصف الدينار أهم بكثير من قضية كورونا ونتائج فحوصات كورونا …..
- قضية نصف الدينار أهم بكثير من تفسير سبب ظهور النتائج وتأخير تبليغ المواطن نتيجة فحصه لمدة تصل الى 48 ساعة
- قضية نصف الدينار أهم بكثير من نتيجة إيجابية لمصاب لم يتم تبليغه بهذه النتيجة ولا أحد يملك عليه الحق بإلتزامه بالحجر المنزلي
- نصف دينار أهم بكثير من مصاب يتجول في الشوارع أو يدخل المرافق العامة ولا يظهر تطبيق سند إصابته أي أنه مسموح له الدخول والتجول في كل مكان وبكامل حريته .
- نصف دينار أهم بكثير من قضية هي الشغل الشاغل للعالم أجمع ( كورونا ومتحوراتها – سبل وطرق الوقاية من العدوى وإنتشار المرض )
- نصف دينار أهم بكثير من قضية تتعلق بالصحة المجتمعية و وقاية المجتمع من وباء فتاك وحمايتهم من إنتشار المرض بينهم .
وبحسبة بسيطة متواضعة وانا لا اجيد التعامل بالارقام والحساب أقول :
لو أن شخص قام بسحب عينته وقبل تبيليغه بها على مدار 48 ساعة قام بممارسة سلوكه اليومي من تنقل بين الناس و زيارة بيوت العبادة والمشاركة بالمناسبات الاجتماعية أفراح كانت أو أتراح وتنقل في أرجاء منطقته و أماكن التسوق وكان الحد الأدنى للأشخاص الذين خالطهم ونقل العدوى لهم خلال اليوم الاول هو 10 أشخاص وفي اليوم الثاني نفس المعدل لنجد أنه قد نقل العدوى لما يقارب ال 20 شخص قبل أن يتم تبليعه بأنه مصاب وأن عليه الإلتزام بتعليمات الحجر المنزلي . هذا يعني أيضا أن الأشخاص ال20 الذين تم نقل العدوى لهم من هذا المصاب سيتم نقل العدوى من خلالهم الى 400 شخص قبل ان تظهر نتائجهم مما يعني أيضا و للأسف الشديد أن عدد الاصابات سيصل الى 8000 إصابة قبل ظهور نتائج جميع الأشخاص .
أكتفي بهذه الأرقام التي تبدو غبية ومخيفة وقد يقول البعض عنها ( هاي حسبة عجايز ) و حسبة العجايز غالبا ما تكون صحيحة صادقة … فإن صدقت الحسبة ( وأنا لا أتمنى ذلك ) فنحن أمام حقيقة صادمة لا تحمل أي تفسير سوى أن من أسباب الزيادة في عدد الإصابات التي يظهرها الإيجاز اليومي لوزارة الصحة هو التأخير في تبليغ نتائج الفحوصات لأصحابها .
بعد 24 شهر على أزمة وباء كورونا إذا كنا لا زلنا نقف عند مربعنا الأول في مواجهة الوباء وإجراء الفحوصات وإذا كانت المبالغ المالية التي تم صرفها خلال ال24 شهر الماضية والملايين التي تم أنفاقها لم ترفع جاهزيتنا وقدراتنا في مواجهة الوباء فهذا يعني اننا نعيش كارثة حقيقية …
مهما كان عدد العينات التي تقوم مختبرات وزارة الصحة بفحصها يوميا فهذا لا يبرر تأخير إظهار النتائج وتبليغ أصحابها بها علما أن المختبرات الخاصة تقوم بتبليغ نتيجة الفحص خلال 4 ساعات كحد أقصى .
ليس من المقبول اليوم أن تكون الأجابة لأي كان ( نحن نعول على وعي المواطن ) فرغم إلتزاماتنا بالبروتوكولات الصحية والتباعد إلا أن هناك من يقوم بتجوال حر لمدة 48 ساعة ( وأحيانا أكثر ) و هو مصاب كورونا