صحة وجمال

دراسة رائدة تحدد عوامل خطر جديدة للإصابة بالصداع النصفي

الشاهين الاخباري

يعاني أكثر من مليار شخص على مستوى العالم من الصداع النصفي، ورغم شيوع هذه الحالة إلا أن العلماء لا يفهمون بعد الآلية الكاملة لكيفية إصابة الناس بها.

ويُعتقد أن الصداع النصفي هو اضطراب وعائي عصبي بآليات مرضية داخل الدماغ والأوعية الدموية في الرأس.

وأظهرت الأبحاث السابقة أن العوامل الوراثية تساهم بشكل كبير في خطر الإصابة بالصداع النصفي.

ومع ذلك، فقد نوقش منذ فترة طويلة ما إذا كان النوعان الرئيسيان من الصداع النصفي – الصداع النصفي المصحوب بهالة والصداع النصفي دون هالة، يتشاركان في نفس الخلفية الجينية.

وتشير دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature Genetics إلى وجود 123 منطقة جينية مرتبطة بخطر الإصابة بالصداع النصفي، ويمكن استهداف بعضها بالعقاقير.

ووجد الباحثون اختلافات وراثية بين النوعين الرئيسيين من الصداع النصفي: أولئك الذين يعانون من الصداع النصفي المصاحب بهالة (أو الأورة، ويعرف أيضا بالصداع النصفي الكلاسيكي) والصداع النصفي دون هالة.

وتوصف الهالة بأنها فئة من الأعراض التي تحدث أثناء الصداع النصفي ويمكن أن تستمر لمدة تصل إلى ساعة. وتشمل الأعراض البصرية الشائعة رؤية الومضات أو البقع الداكنة أو حتى العمى المؤقت.

ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى التنميل الجسدي أو صعوبات في التحدث.

وأظهرت نتائج التحليل أن هناك عوامل مشتركة تزيد من خطر الإصابة بالصداع النصفي بغض النظر عن نوعه، وعوامل خطر خاصة بكل نوع منها (الصداع النصفي المصحوب بهالة أو دون هالة).

وأوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة،  الأولى هايدي هاوتكانغاس: “بالإضافة إلى توريط عشرات المناطق الجديدة من الجينوم لإجراء تحقيق أكثر استهدافا، توفر دراستنا أول فرصة ذات مغزى لتقييم المكونات الجينية المشتركة والمتميزة في النوعين الفرعيين الرئيسيين للصداع النصفي”.

وتتوافق منطقتان من أصل 123 منطقة وراثية مع البروتينات التي تستهدفها أدوية الصداع النصفي.

وقد تسمح القائمة الموسعة للمناطق الجينية للصداع النصفي بتحديد عقاقير جديدة تستهدف تلك الأنواع.

وتحتوي إحدى المناطق التي تم تحديدها حديثا على جينات (CALCA / CALCB) تشفر الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين، وهو جزيء متورط في نوبات الصداع النصفي ويتم حظره بواسطة أدوية الصداع النصفي المثبطة لـ CGRP. وتغطي منطقة الخطر الأخرى مستقبلات HTR1F الجينية المشفرة للسيروتونين 1F، وهي أيضا هدف لأدوية جديدة خاصة بالصداع النصفي.

وعلق الدكتور ماتي بيرينن، قائد الدراسة من معهد الطب الجزيئي في فنلندا، جامعة هلسنكي: “هذان الترابطان الجديدان بالقرب من الجينات التي تستهدفها بالفعل أدوية الصداع النصفي الفعالة يشيران إلى أنه قد تكون هناك أهداف دوائية أخرى محتملة بين المناطق الجينية الجديدة، ويوفر أساسا منطقيا واضحا للدراسات الجينية المستقبلية بأحجام عينات أكبر”.

وتنجم هالات الصداع النصفي عن ظاهرة تسمى اكتئاب الانتشار القشري. وهي موجة كهربائية تنتشر من الفص القذالي المسؤول عن المعالجة البصرية.

وقد يكون هذا هو السبب في أن الاضطرابات البصرية هي من بين أكثر أعراض الصداع النصفي شيوعا.

وتظهر هالات الصداع النصفي في حوالي ثلث المرضى.

ويشار إلى أن هذه الدراسة كانت جهدا مشتركا بين مجموعات بحثية من أستراليا والدنمارك وإستونيا وفنلندا وألمانيا وآيسلندا وهولندا والنرويج والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

المصدر: إكسبريس

زر الذهاب إلى الأعلى