أخبار الاردنواحة الثقافة

قصائد تقرأ الوطن وتستذكر الغائب في أمسية جرش الشعرية

الشاهين الاخباري_شروق العصفور

تواصلت أمس، في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي، امسيات برنامج الشعر والندوات الفكرية ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، بمشاركة شعراء عرب واردنيين.

وشارك في الامسية التي ادارت مفرداتها الشاعرة رولا نصراوين ، الشعراء: بروين حبيب من البحرين، هاني نديم من سوريا، ومن الاردن كل من: مهدي نصير،رشاد ابو داوود، احمد الكناني، صلاح ابو لاوي، اسلام سمحان، وندى ضمره.

وبدأت نصراوين الامسية بقصيدة كتبتها للراحل جريس سماوي بعنوان: “الى جريس سماوي حيث انت”، قالت فيها:

“الى جريس سماوي حيث انت

اما بعد

اما وقد قاومت الكتابة لرحيلك

عاتبت الحروف التي تركتها وحيدة

اخفيت اوراق القصائد تحت اغصان السرو وحنايا الصنوبر

انكرت غيابك

حاولت التخلي عن متابعة اخبارك

ولكنك مع الاسف …. كنت هناك

في قصيدتي الاخيرة”.

وتنوعت القصائد التي تناوب الشعراء المشاركون على تقديمها في مضامينها، فمنها ما يحاكي الوطن ومنها ما يتماهى مع الحالة الوجدانيّة للشّاعر، وكذلك منها بعض القصائد التي تخاطب الغائب والروح والقلب.

وافتتحت الامسية الشاعرة الاردنية ندى ضمره بمجموعة من قصائدها عن الامل والالم، ومما قالت:

“ضوء يمازح عتمتي في غريب البكاء

صدر يجتث من التعب

الم يجاور مقلتي قبيل المساء

ذاكرة يصعب ترتيبها

واسقط امام شيء

اضيق من بسمة طفل

اضيق من تفتح سوسنة

وكأوراق الخريف في فصل ام اضعه في قائمة الفصول

اسقط”.

وتلاها في القراءة الكاتب النقدي والشاعر احمد الكناني، الذي قرأ:

“المح نجمات تسعى نحو سواد اللحظة

المح فجرا يولد نايات تتهيأ للعزف

وانثى تلد

وارى في البعد خيولا

ما خذلت فارسها

وايادي تكسر اصناما

كي تتسع البلاد

القصيدة ليست كلاما

ولا البلاد التي اكتبها ادعاء

ما عشت سوى لهما كي

اغمس شعري بقمح البلاد

واسقيه ان جف ماء”.

من جانبه قرأ الشاعر الاردني مهدي نصير مجموعة من قصائده عن المدن العربية المنكوبة، فقرأ لغزة والقدس والشام والوطن الكبير، وقال:

“ورقة من كراسة طفلة غزّيّة

ما نمت بالامس كان الجدار المحاذي لرأسك

كان يقاوم ان يتكسر

كانت بقربك سجادة للصلاة

جذوت عليها ولم تتشهد

ما نمت بالامس يا ابتي

كنت تبحث عن كومة

اثارتها للتو زوبعة من حرائق

كنت هناك

تدور عن اخوتي

عن صغارك تحت الركام

بالركن امي كانت مكومة

وهي تضحك

كانت تدور عن بعض خبز تفحم

في فجوات الركام.

اما الشاعر الاردني رشاد ابو داوود فقرأ مجموعة من قصائده عن الحب، وومضات عن النكبة، حيث قرأ قصيدة لعمان، قال فيها:

“عمان سبعة جبال

سقطت من جبل جمال

نبتت عليها نجمات

يلمسها الغيم في الشتاء

وفي الصيف يسهر معها القمر

وديانها شرايين مطر

نبضها موسيقى

واجمل ما فيها

انها “عمان”.

فيما قدم الشاعر الاردني صلاح ابو لاوي، مجموعة من قصائده القصيرة منها “يا وطني”، ” العسكري”، “ستة” مهداة الى ابطال جلبوع، و “احمر”، التي قال فيها:

“تعلمت ان احتفي بالصباح من القبرة

واسمو كما تفعل الشمس فوق الظلام

وامنحه المغفرة

وان التراب الذي يسكن القلب قلبي

وان الهواء الذي يمنح الرئتين الحياة

غبار الخطى المقمرة

تعلمت ان السماء التي لا تضللنا في الطريق

الى ارواحنا مقثرة

ومن وردة تتفتح في الصخر كل ندى

ان تكون يدي الممطرة

وعلمني الشهداء بأن البلاد تضل يباسا

سوى من دم يمنح الورد في افقها احمر”.

وقرا الشاعر السوري هاني نديم مجموعة من قصائده القصيرة وقال:”

مها قليلا فالوصول بعيد

وفي الغيم برق

قد مضى ورعود

تمهل هنا دعني افكك طلاسمي

فبين ضلوعي ريشة ويغوت

وصدري نار والمجوس دوائر

وشكي رجال ركع

وسجود

اما الشاعر الاردني اسلام سمحان فقرأ قصائد قصيرة، منها:

حين اكتب تخرج من عيني غربان سوداء

تنهمر مثل صلوات القديسين على المذبح

تلك دموعي المجففة

احوشها للفرح الموعود

لمؤازرة الصباح

لايامنا البيضاء

التي تتعربش جدران الحانة

هريعة

من زيت الدبابات

ومن لوثة الحرب الدميمة

لا يفجعني الموت

انما الحياة”.

واختتمت الامسية الشاعرة البحرينية بروين حبيب، التي قرات مجموعة من قصائدها، منها: “سرير يتيم”، “ثريا العروش السبعة”، “كل شيء ينبغي ان يعاد مرة ثانية”، والتي جاء فيها: “كل شيء ينبغي ان يعاد مرة ثانية

في مكان ما

وقع الخطى الهائمة

مرور الغيم ببطئ

مثل نعاس ما بعد العشاء

مثل الكلمة التي لم تتخذ جذرا

مثل صرخة وحيدة

تربط صمت الليل بجسد ربيعي

مثل نوتة موسيقية

تعبر رفوف خامدة من الكتب

مثل سلافة تإن في كأس بعد القطاف

مثل رسوم تضحك… تضحك… تضحك

في فستان مطرز

معلق بالشك

مثل برد مؤجل مؤخر للغد”.

وفي نهاية الامسية، قدم مدير المركز الثقافي الملكي د. سالم الدهام، الدروع التذكارية للشعراء المشاركين.

زر الذهاب إلى الأعلى