الجزائر.. 6 انتخابات برلمانية خلال 30 عاما
الشاهين الاخباري
تجري الجزائر في 12 يونيو/ حزيران الجاري، سابع انتخابات برلمانية، وهي الأولى بعد الحراك الشعبي الذي أطاح بالولاية الرئاسية الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة، ومن شأنها أن تغيّر هذه المرة الخريطة السياسية للبرلمان، الذي هيمنت عليه أحزاب الموالاة.
** انتخابات 1991:
أول انتخابات تجرى بعد أحداث أكتوبر 1988، والتي أدت إلى إلغاء نظام الحزب الواحد، والسماح بتشكيل أحزاب سياسية في دستور 1989.
وكان من المفترض أن تجرى على دورتين، حيث فازت 3 أحزاب بجميع مقاعد الدور الأول (229 مقعدا من إجمالي 380)، ليتم وقف المسار الانتخابي قبل استكمال الدور الثاني من الانتخابات خشية سيطرة الإسلاميين، بعد إجبار قادة الجيش الرئيس الشاذلي بن جديد (1980 ـ 1992)، على الاستقالة في 11 يناير/ كانون الثاني 1992.
وكانت نتائج انتخابات الدور الأول، الذي جرى في 26 ديسمبر/ كانون الأول 1991، كالآتي:
1ـ الجبهة الإسلامية للإنقاذ (إسلامية): 188 مقعدا.
2ـ جبهة القوى الاشتراكية (يسارية): 25 مقعدا.
3ـ جبهة التحرير الوطني (موالاة): 16 مقعدا.
** انتخابات 1997:
شابتها تهم كثيرة بالتزوير، بعد فوز حزب التجمع الوطني الديمقراطي (موالاة)، الذي تأسس قبل أشهر، بأغلبية المقاعد.
وجرت هذه الانتخابات في عهد الرئيس اليامين زروال (1994 ـ 1999)، وعقب تعديل الدستور في 1996، وإنشاء غرفة ثانية للبرلمان، وتعديل قانون الانتخابات من نظام القوائم إلى النسبي.
وكانت النتائج كالآتي:
ـ إجمالي عدد المقاعد: 389
1ـ التجمع الوطني الديمقراطي (موالاة): 165 مقعدا
2ـ حركة مجتمع السلم (إسلامية): 65 مقعدا
3ـ جبهة التحرير الوطني: 62 مقعدا
** انتخابات 2002
جرت عقب وصول بوتفليقة إلى الرئاسة في 1999، وتبنيه سياسة المصالحة الوطنية، وإعطائه الأولية لـ”جبهة التحرير الوطني”، على حساب “التجمع الوطني الديمقراطي”، وكلاهما مواليان للسلطة.
وكانت النتائج كالآتي:
إجمالي عدد المقاعد: 389
1ـ جبهة التحرير الوطني: 199 مقعدا
2ـ التجمع الوطني الديمقراطي: 47 مقعدا
3ـ حركة الإصلاح الوطني (إسلامية): 43 مقعدا
** انتخابات 2007:
تميزت بحفاظ حزبي الموالاة على موقعيهما، بينما انهارت حركة الإصلاح الوطني التي أسسها عبد الله جاب الله، عقب انسحابه من حركة النهضة في 1999، بعد حركة تصحيحية أطاحت به من قيادة الحزب.
وعادت حركة مجتمع السلم، لتزعم التيار الإسلامي، في أول امتحان لرئيسها الجديد أبوجرة سلطاني، عقب وفاة مؤسسها محفوظ نحناح في 2003.
وكانت نتائج الأحزاب الثلاثة الفائزة كالآتي:
إجمالي المقاعد: 389
1ـ جبهة التحرير الوطني: 136 مقعدا
2ـ التجمع الوطني الديمقراطي: 61 مقعدا
3ـ حركة مجتمع السلم: 52 مقعدا
** انتخابات 2012:
دخلت هذه الانتخابات مرحلة الرتابة، باستمرار فوز حزبي الموالاة بأغلبية المقاعد، وتشظي الأحزاب الإسلامية إلى عدد كبير من الأحزاب الصغيرة، ما اضطرها مجبرة إلى الدخول في تحالف سمي “الجزائر الخضراء”، وضم حركات مجتمع السلم، والنهضة والإصلاح، لكن ذلك لم يوقف تراجع الإسلاميين.
وخلال هذه الانتخابات تم رفع عدد المقاعد من 389 إلى 462 مقعدا.
وكانت النتائج كالآتي:
إجمالي عدد المقاعد: 462
1ـ جبهة التحرير الوطني: 221 مقعدا
2ـ التجمع الوطني الديمقراطي: 70 مقعدا
3ـ تحالف حركات مجتمع السلم والنهضة والإصلاح: 48 مقعدا
** انتخابات 2017:
تميزت بدخول رجال الأعمال بقوة إلى الساحة السياسية، وشراء الأصوات وحتى المراتب داخل قوائم الأحزاب، ما أدى إلى صعود أسماء تحوم حولها شبهات “فساد”، اعتقل بعضهم بعد إسقاط الحصانة البرلمانية عنهم، وحوكموا بتهم “الفساد”.
كما برز في هذه الانتخابات حزبان جديدان مواليان للسلطة، ولدا من رحم حزبين “معارضين”، ما جعل أحزاب المعارضة منهكة من صراعاتها الداخلية وانقساماتها وعزوف نسبة هامة من الناخبين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، واختاروا بعد ذلك التوجه نحو الشارع للمطالبة بتغيير جذري لطبيعة النظام، بعد استشراء الفساد المالي والسياسي.
وكانت النتائج كالآتي:
إجمالي عدد المقاعد: 462
1ـ جبهة التحرير الوطني: 161 مقعدا
2ـ التجمع الوطني الديمقراطي: 100 مقعد
3ـ تحالف حركة مجتمع السلم: 34 مقعدا
ويتضح أن حزبي الموالاة؛ جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، هيمنا على الحياة السياسية منذ 1997.
بينما تراجع الإسلاميون من المرتبة الأولى في 1991، إلى الثانية في 1997، ثم استقروا ثالثا منذ 2002.
أما الأحزاب العلمانية فبعد أن حلت في المرتبة الثانية في انتخابات 1991، اختفت تماما من قائمة الثلاثة الكبار الفائزين بمقاعد البرلمان.