منوعات

دراسة .. سمات الشخصية تؤثر في العمر المتوقع وخطر الوفاة

الشاهين الاخباري

كشف تحليل علمي واسع النطاق، شمل ما يعادل 5,997,667 سنة بشرية من الملاحظات، أن لسمات الشخصية تأثيرًا ملحوظًا على متوسط العمر المتوقع وخطر الوفاة المبكرة.

وأظهرت الدراسة، المنشورة في مجلة Journal of Personality and Social Psychology، أن السمات النفسية تؤدي دورًا حاسمًا في الصحة الجسدية على المدى الطويل، من خلال تأثيرها في السلوكيات الصحية والعمليات البيولوجية التي تتحكم بحالة الجسم.

واعتمد التحليل على بيانات 569,859 مشاركًا من دراسات طولية أُجريت عبر أربع قارات، سُجّلت خلالها 43,851 حالة وفاة. وركّز الباحثون على خمس سمات شخصية رئيسية هي: العصابية، والانفتاح على التجارب، والضمير الحي، والانبساطية، والقبول.

وأظهرت النتائج أن ارتفاع مستوى العصابية، التي تتجلى في القلق المزمن والتوتر وعدم الاستقرار العاطفي، يرتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة، لا سيما لدى فئة الشباب، حيث يكون تأثير هذه السمة أكثر وضوحًا.

في المقابل، ارتبط ارتفاع مستوى الضمير الحي، الذي يشمل الانضباط الذاتي والالتزام والتنظيم، بانخفاض احتمال الوفاة، ما يشير إلى أن الأفراد الأكثر تنظيمًا ومواظبة على العادات الصحية يتمتعون بعمر أطول.

كما بيّنت الدراسة أن الانفتاح على التجارب، بما يتضمنه من فضول فكري وتفاعل اجتماعي والانخراط في أنشطة متنوعة، يسهم في تقليل خطر الوفاة، خصوصًا في الولايات المتحدة وأستراليا، ما يعكس احتمال ارتباط تأثيره الإيجابي بسياقات ثقافية محددة.

ولاحظ الباحثون أن العلاقة بين الانفتاح على التجارب والضمير الحي من جهة، والمؤشرات الصحية المباشرة من جهة أخرى، بدت ضعيفة أو غير واضحة في معظم الدراسات، ما يشير إلى أن هذا التأثير قد يكون غير مباشر، عبر نمط الحياة والقرارات اليومية.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، ماري ماكجيهان من قسم علم النفس في جامعة ليمريك في أيرلندا، إن النتائج تُبرز للمرة الأولى عمق تأثير الشخصية على الصحة، مؤكدة أن طريقة التفكير والشعور والتصرف لا تؤثر فقط في الرضا عن الحياة أو العلاقات الاجتماعية، بل أيضًا في مدة البقاء على قيد الحياة، معتبرة أن الشخصية عامل صحي رئيسي يمكن مقارنته بعوامل معروفة مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

زر الذهاب إلى الأعلى