
دراسة تكشف انخفاض رمش العين مع زيادة الجهد المعرفي
الشاهين الاخباري
كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود علاقة مباشرة بين معدل رمش العين والعبء المعرفي، مشيرة إلى أن الإنسان يميل إلى الرمش بوتيرة أقل عندما يبذل دماغه جهدًا أكبر لفهم ما يسمعه، لا سيما في البيئات الصاخبة.
وبحسب باحثين من جامعة كونكورديا في مدينة مونتريال الكندية، فإن رمش العين لا يُعد سلوكًا عشوائيًا كما كان يُعتقد سابقًا، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بآليات الانتباه ومعالجة المعلومات داخل الدماغ.
وقالت الباحثة والمشرفة على الدراسة بينيلوب كوبال، المتخصصة في علم النفس، إن الفريق سعى إلى معرفة مدى تأثر الرمش بالعوامل البيئية، وعلاقته بالوظائف التنفيذية للدماغ، موضحة أن الدراسة انطلقت من تساؤل حول ما إذا كان الإنسان يختار توقيت الرمش لتجنّب فقدان معلومات مهمة.
ووفقًا لما نشرته مجلة Trends in Hearing، أظهرت النتائج انخفاضًا واضحًا ومستمرًا في معدل الرمش لدى المشاركين أثناء الاستماع إلى الجمل، مقارنة بالفترات التي سبقت الاستماع أو تلته.
كما لاحظ الباحثون أن معدل الرمش ينخفض بشكل أكبر عند وجود ضوضاء خلفية مرتفعة، ما يدل على زيادة الجهد الذهني المطلوب لفهم الكلام في هذه الظروف.
في المقابل، لم تسجل الدراسة أي تغيّرات ملحوظة في معدل الرمش تبعًا لاختلاف الإضاءة، الأمر الذي يعزز فرضية أن الجهد المعرفي السمعي، وليس الإجهاد البصري، هو العامل الأساسي المؤثر في سلوك الرمش.
ورغم اختلاف المعدلات الطبيعية للرمش بين الأفراد، فإن النمط العام ظل ثابتًا، إذ كلما انخفض عدد الرمشات، ارتفع مستوى تركيز الدماغ.
واعتبر الباحثون أن هذه النتائج تتوافق مع دراسات سابقة أظهرت تراجع الرمش خلال المهام التي تتطلب تركيزًا عاليًا، حيث يُنظر إلى الرمش على أنه نوع من “التوقف الذهني” القصير الذي يستخدمه الدماغ أثناء معالجة المعلومات.
وفي آفاق مستقبلية، رجّح الفريق البحثي إمكانية استخدام أنماط رمش العين كأداة لتقييم الحمل المعرفي ومستوى انشغال الدماغ، وربما للمساعدة في رصد مؤشرات مبكرة لمشكلات معرفية محتملة.







