أقلام حرة

نشامى بيرفعوا الراس

حمادة فراعنة

كما وصف المعلق العربي: نشامى اسم على مسمى، حالة حضور الأردني، من اللاعبين، الجمهور، تتويجا بحسن الاختيار الاردني للمدرب المغربي حيث سجل له الفضل في دفع الأداء، والهمة، والاستجابة للرغبة الأردنية في أن نكون في الموقع الذي نستحقه، ونعمل لأجله.
واضح أن النتائج الرياضية ليس لها علاقة بعدد السكان، كما ليس لها علاقة بالثراء، رغم أن المال يلعب دورا في الحوافز، وتغطية الاحتياجات. نحن بلد ذو إمكانيات محدودة، وشعب يعيش على جهده وجهاده، و على طاقاته وإبداعاته، ولذلك وصلنا الى هذه المكانة من النجاح، واختيار الطريق المتماسك الموحد التعددي، معتمدين على وحدتنا كمواطنين وبشر ونظام و بيننا من تفاهم، ولهذا أجزم اننا سنصل إلى ما نسعى إليه، وإلى ما نستحقه.
لسنا بلداً ثرياً، ولسنا بلداً صناعياً، بل ولسنا بلداً زراعياً، فالمقومات المتوفرة لدينا لا تسمح لنا بالثراء، أو امتلاك مقومات الصناعة، أو قدرات الزراعة، بسبب عدم توفر المياه، ولكن لدينا إنسان مؤهل، ولدينا أمن، ونظام مستقر، وإدارة حكيمة، ولهذا نتطلع إلى الأفضل، إلى الغد المشرق، وأن نكون بلداً منتجا في مستشفيات الطب والعلاج، والجامعات، ومقومات السياحة، لدينا مقومات متوفرة نتفوق فيها على اخرين، البحر الميت، البتراء، الأماكن الدينية والأثرية والتاريخية المميزة بما تملك من تراث تاريخي، مسيحي إسلامي، ولدينا الإنسان كما أطلق عليه الراحل الحسين: «أغلى ما نملك».
نستطيع عبر الرياضة، أن نحقق الحضور والتفوق، وها هم نشامى الأردن، يحققون لنا الفرح والفوز والتفوق، وهذا ما يجب أن نحافظ عليه، ونعمل على تطويره، لأننا بذلك نستطيع أن نجني نتائج ذلك عربياً وأوروبياً وعالمياً، وينعكس ذلك على مكانتنا كبلد سياحي، وموقع جاذب، لأن العوامل تتكامل وتتسع وتحضن بعضها، ليصل الأردن إلى مزيد من الاهتمام العالمي، عبر الرياضة والسياحة، وتداخلهما مع بعضهما البعض، لأن ما يصنع حضورنا في الحالتين وعبر العناوين هو: الإنسان الأردني.
لندقق أن الحجاج والمعتمرين، من تركيا وسوريا ولبنان وفلسطين وحتى مصر، ليس لديهم خيار بري وصولاً إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة سوى المرور عبر الأردن، ولذلك نملك مقومات الجغرافيا، لأن نكون موضع اهتمام من قبل الآخرين، من الأشقاء والأصدقاء.
نحن بلد خدمات، ويمكن أن نكون بلد خدمات حضارية متطورة، والرياضة هي إحدى العناوين، وواحدة من المقومات، الدالة على ما نحن فيه وعليه، وهذا ما يجعلنا نفرح، ليس فقط لأن نحقق الفوز، بل لأن هذا الفوز يمنحنا التفوق والحضور والإبداع لما نحن نريده ونناضل من أجله.
مبروك لشعبنا، ولقيادتنا، وللقائمين على الرياضة في بلدنا، لأنديتنا، لمدربينا، للقائمين على حُسن الاختيار، وحُسن الأداء، ولولا ذلك لما حققنا ما حققناه في كأس العرب في الدوحة، وفي الطريق إلى المونديال العالمي في أميركا العام المقبل

زر الذهاب إلى الأعلى