أقلام حرة

من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنية “45”

كامل النصيرات

مادة ” مبادئ الاقتصاد الكلي” والعذاب الذي عشته وأعيشه وسأعيشه .. حكاية تحتاج لحلقات؛ لذا سأرويها بكل تفاصيلها في وقت أكون فيها “رايق” وغير متشنج؛ لأنها تستحق الوقوف لما تحمله من ابتلاءات وليس ابتلاء واحدًا.. انتظروني .
المهم. هذا الفصل مقرف إلى أبعد حدّ.. مقرف لي ولا أتكلّم عن سواي.. وضعي الصحي يزداد سوءًا وصرت أستحي أن أشتكي كلّ حين.. ولا أستطيع مراجعة الأطباء كلّ يوم مما يشكّل لي حرجًا مع بعض الدكاترة لعدم وجود العذر الطبي..لذا؛ أحيانًا صرت “أمزوط” من بعض المحاضرات لعدم قدرتي الذهنية على التركيز نتيجة كمية الأدوية المهولة التي أتعاطاها صباحًا و باقي فترات اليوم..
اقتربت امتحانات الميد من نهايتها.. لستُ راضيًا عن نفسي أبدًا .. هذا الفصل أضعف جاهزية لي رغم أن أكثر من 90% من وقتي أقضيه في القراءة .. حتى مقالاتي في الجريدة خفّت كثيرًا؛ ليس لديّ الحماس نتيجة الأخبار “اللي تبطنج اللي ما يتبطنج” وأعترف: أنا بطنجت في هذه المرحلة القذرة من تاريخ أمتنا غير المجيد الآن.
في كل يومياتي الجامعية كنت أذكر لكم بعض الأسماء.. في هذه المرّة سأتوقّف عند مادتي “الاعداد الوظيفي 1+2″ لدكتورين عسلين ” سمّوها هزّ ذنب” لكنهما كذلك.. واذا كانت الحقيقة “هزّ ذنب” فأنا أكبر “هزّيز ذنب فيكي يا دنيا”.. فلا يمكن لدكتور مثل عبد السلام العودات إلّا أن يكون ذلك العسل القروي رغم أنه “دارس برا” ولكنّ طهر القرية وأصالتها ترافقانه ولكنّه يضيّعني حين يضع في كلامه مفردات انجليزية وأنا ” ميح بالانجليزي”.. أمّا الدكتور عبد الله البطاينة رغم أن أول لقاء أشعرني بالكشرة الأردنية إلّا أن أوّل محاضرة له كانت مليئة بالكوميديا الاكاديمية وهي الأحب إلى قلبي “يمكن لأنني كاتب سياسي ساخر”.. فالرجل يمتلك أسلوبًا “شبابيًا جديثًا” ومحاضرته مليئة بالنصائح المباشرة خفية الدم .. ويذكر حين قلت له أمام الطلاب: يا دكتور مادة “الاعداد الوظيفي ” للطلاب الذين يتخرجون ويريدون دخول سوق العمل.. وأنا بعد سنتين أو ثلاثة سأتقاعد؛ لذا أنا بحاجة لإعداد تقاعدي..!
كنتُ أودّ التواصل مع الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة هذا الفصل؛ لكنّ انشغالي بأحداثي المتفاقمة جعلني “انقطع” عن التواصل معه. ويا رب ما يكون “عتبان عليّ”. وما يطمئنني أن إنجازات الجامعة الأردنية “على ودنه / ودنو” وأن الرجل شغّال رغم أعداء النجاح الكثيرين..
في المرة القادمة إن شاء الله سأحاول أن أتوقّف عند “زمالة ابني وطن” لي في الجامعة الأردنية قسم الفلسفة.. وكيف كان “ملزّق” فيّ طوال ثلاثة أسابيع حتى استطعتُ بجهد جهيد “فكّ اللزقة”.. انتظروني.

&&&&

زر الذهاب إلى الأعلى