
معركة مصيرية في مناطق 48
حمادة فراعنة
ليست حالة بريئة تلك الأصوات، والاتهامات، المتبادلة التي يتم تقاذفها بين القوى السياسية العربية الفلسطينية في مناطق 1948، والدفع باتجاه تحميل المسؤولية، مسؤولية الانقسام، بين طرفي المعادلة السياسية الانتخابية، بين القائمة المشتركة من جهة، والقائمة الموحدة من جهة.
الذين يقفون خلف «التقاذف» إما لدوافع التعصب وضيق الأفق وعدم الاحساس بالمسؤولية لدى طرفي التقاذف، أو لدوافع غير بريئة تستعمل أدوات خبيثة، تهدف إلى زعزعة العلاقات الأخوية، والمس بالتفاهم، وقطع الطريق على أي محاولات للتحالف والائتلاف بين الأطراف السياسية، لخوض الانتخابات النيابية للدورة المقبلة العام القادم، بقائمة واحدة وهو الأفضل والأحسن والأرقى، أو بقائمتين متحالفتين على قاعدة الاستفادة من فائض الأصوات، شريطة أن يخوضا الانتخابات بنزاهة وثقة واحترام متبادل.
القوى المتنفذة لدى مؤسسات صنع القرار الإسرائيلي، والقوى السياسية المتطرفة مع القوى الدينية اليهودية المتشددة، لا مصلحة لها بوحدة وتماسك وتفاهم القوى السياسية العربية الفلسطينية الأربعة: 1- الحركة الإسلامية، 2- الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، 3- التجمع الوطني الديمقراطي، 4- الحركة العربية للتغيير، وقد يكون معهم قوى سياسية أخرى لها طموح أو تطلع أو رغبة، مهما بدت إمكانياتها متواضعة.
حرب سياسية شرسة تسعى لها مؤسسات صنع القرار السياسي والأمني الإسرائيلية، مع الاتجاهات اليمينية المتطرفة سياسياً ودينياً، ضد تطلعات المكون الفلسطيني في مناطق 48، نحو المساواة والشراكة، ووقف الإجراءات التعسفية التي تُخل بحقوق المواطنين الفلسطينيين السياسية والمدنية، واستعادة أراضيهم المصادرة بقوانين جائرة عنصرية.
وحدة القوى السياسية في مناطق 48، أهمية كبرى لصالح شعبهم، وحماية وجوده، وانتزاع حقوقه، وهذا يتطلب من قياداتها المختلفة أن ترقى لمستوى الإحساس بالمسؤولية، المطلوب من القادة: عباس منصور وعصام مخول وسامي أبو شحادة وأحمد الطيبي أن يدركوا مصلحتهم أولاً ومصلحة شعبهم ثانياً، وأن ينحازوا لمنطق الترفع عن تبادل الاتهامات، أو الادعاء بالمعرفة والمصلحة كل منهم أكثر من غيره، فالمكسب في التحالف إذا تحقق سيكون لصالح كل منهم، ولصالح شعبهم بمجمله، أما خوض الانتخابات على خلفية التفرد والانعزال والانقسام والشرذمة، سيدفع ثمنها الجميع ولن تستثني أحداً.
مطلوب من القادة: محمد بركة، وجمال زحالقة، ومازن غنايم، وطلب الصانع أن يكونوا روافع داعمين لخيار الائتلاف والتحالف بين :عصام مخول، ومنصور عباس، وسامي أبو شحادة، وأحمد الطيبي، حتى يخرجوا لشعبهم، وأمامه موحدين، مشعلين الضوء الأبيض، والقرار الصائب، والخيار الديمقراطي الوحدوي التحالفي، كي يهزموا كل محاولات العبث والانقسام والشرذمة التي تسعى المؤسسات الرسمية بثها وإشاعثتها وتسويقها كعنوان ملازم للشعب الفلسطيني.
معركة انتخابات الكنيست المقبلة، تكاد تكون مصيرية، في الخيار، وعلى الرئيس الجديد جمال زحالقة أن يكون صاحب مبادرة بعد نجاحه في تولي رئاسة لجنة المتابعة، ومعه مازن غنايم كرئيس للجنة السلطات المحلية، أن يكونا معاً ويتحملا المسؤولية الوطنية، في قيادة المجتمع العربي الفلسطيني نحو الأفضل، نحو المساواة والشراكة واحترام الذات وصونها من العبث وضيق الأفق ومحاولات الاختراق.







