
مذنب خارج نظامنا الشمسي يُجري مناورة غير عادية
الشاهين الاخباري
أثار مذنب بين نجمي يُدعى 3I/ATLAS جدلاً واسعًا في الأوساط العلمية بعد أن غيّر مساره فجأة أثناء عبوره النظام الشمسي، وهو سلوك نادر لا يمكن تفسيره بالكامل بقانون الجاذبية وحده.
وذهب عالم الفلك البارز أفي لوب من جامعة هارفارد إلى اقتراح فرضية جريئة: قد لا يكون هذا الجسم السماوي طبيعيًا، بل مصمما من قبل حضارة خارج الأرض بهدف إيصال تقنيات متقدمة إلى كوكب المشتري.
وأوضح لوب في مدوّنته أن التسارع غير الجاذبي الذي لُوحظ في حركة 3I/ATLAS — وهو انحراف عن المسار المتوقع لا يُعزى إلى جاذبية الشمس أو الكواكب — يبدو “محسوبا بدقة” ليقود الجسم مباشرةً إلى ما يُعرف بـنصف قطر هيل للمشتري، وهو الحد الذي تتفوّق فيه جاذبية الكوكب على جاذبية الشمس. وأشار إلى أن “المناورة تشير إلى أن الكائن كان يستهدف منطقة محددة بعناية، وليس مجرد مرور عابر”.
وإذا صحّ هذا التفسير، فحسب لوب، فإن “اكتشاف أي أقمار صناعية غير طبيعية حول المشتري في المستقبل قد يشكّل أول دليل مادي على اهتمام حضارات فضائية بكوكبنا أو جواره”.
يُذكر أن مذنب 3I/ATLAS رُصد لأول مرة في 1 يوليو 2025، وسرعان ما تبيّن أنه قادم من خارج النظام الشمسي. ويبلغ قطر سحابته المذنبة (الكوما) نحو 24 كيلومترًا، ويُقدّر عمره بأكثر من 7.5 مليار سنة — أي أقدم من الشمس نفسها بنحو 3 مليارات سنة، ما يجعله أقدم مذنب يُرصَد على الإطلاق.
ومنذ اكتشافه، سجّل العلماء سلوكا غريبا لهذا الجسم: ففي أغسطس، لاحظ لوب أنه يُصدر ضوءًا ذاتيا يشبه وهج مصابيح السيارات، دون مصدر حراري واضح. وفي سبتمبر، تغيّر لونه بشكل غير معتاد. أما في نوفمبر، فقد أكدت مختبرات الدفع النفاث (JPL) التابعة لناسا رصد أول دليل رصدي قاطع على تسارع غير جاذبي لهذا المذنب، ما دعم فرضيات وجود قوى دافعة غير تقليدية، كمثل تبخّر غازات — أو، في رأي لوب، أنظمة دفع اصطناعية.
وفي الأسبوع الماضي، نشرت ناسا صورا عالية الدقة التُقطت بواسطة تلسكوب جيمناي في تشيلي، أكدت أن 3I/ATLAS هو مذنب بين نجمي حقيقي، ووثّقت مساره بالكامل خلال عبوره النظام الشمسي.
ولا يزال الجدل مستمرًا بين العلماء: فبينما يرى البعض أن سلوك المذنب يمكن تفسيره بنشاط مذنبي طبيعي غير مسبوق، يرى آخرون — وعلى رأسهم لب — أن هذه “المناورات الدقيقة” قد تكون أول لغز نرصده من رسالة أُرسلت إلينا من عوالم بعيدة.
وقدر نموذج حاسوبي عمره بأكثر من سبعة مليارات ونصف المليار سنة – أي أكبر بثلاثة مليارات سنة من عمر الشمس. وقد يكون أقدم مذنب رصد على الإطلاق.







