أقلام حرة

ماجد لفته العابد من وهج المسرح إلى ريادة الإعلام الفني

وليد قصوري

يُعدّ الفنان ماجد لفته العابد من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي العراقي والعربي إذ انطلقت رحلته من على خشبة المسرح حيث قدّم أعمالًا رسخت حضوره ممثلًا ومخرجًا ومديرًا فنيًا. أدرك منذ بداياته أن المسرح ليس مجرد مكان للعرض بل فضاء للحياة ومنبر للبوح والبحث عن الإنسان وسط ضجيج العالم.

عام 2016 اتخذ العابد منعطفًا جديدًا حين انتقل إلى مجال الإعلام الفني دون أن يبتعد عن الفن بل وسّع دائرته برؤية مختلفة تجمع بين الخبرة المسرحية والوعي الثقافي. فأسس المجلة الإلكترونية ( مجلة سفن آرت ) التي تحوّلت خلال فترة وجيزة إلى منصة رصينة تهتم بالمسرح والسينما والفنون وتقدّم محتوى نوعيًا يعكس ذائقة فنية عالية ومصداقية مهنية.
بفضل خلفيته المسرحية جاءت المجلة بروح الفنان الحقيقي فكانت تغطياتها للمهرجانات العربية والدولية دقيقة وموضوعية ما جعلها مرجعًا موثوقًا لعشّاق المسرح والفن الجاد.

لم يقتصر عطاؤه على الخشبة أو الإعلام بل امتد إلى التلفزيون والسينما حيث عمل مديرًا للإنتاج في عدد من الأعمال الدرامية والوثائقية المتميزة من بينها: «سنوات تحت الرماد» «زمن الغبار»و«سليل الحضارتين» مقدّمًا صورة فنية تعبّر عن وجع الإنسان العراقي وحلمه الدائم بالنهوض.

شارك العابد في عدد من المهرجانات العربية والدولية منها مهرجان المسرح العربي و أيام قرطاج المسرحية ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي و مهرجان شرم الشيخ الدولي و مهرجان آفاق العربي للمسرح الجامعي و ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي ومهرجان طنجة المشهدية بالمغرب و مهرجان ادرار في الجزائر و مهرجان المسرح في الصحراء بتونس ومهرجان دمشق للفنون المسرحية والكثير من المهرجانات الدولية والمحلية كما عمل مدير مهرجان الدار البيضاء السينمائي للفيلم الوثائقي والروائي لمدة 4 دورات وعمل في لجان التحكيم عن اختيار افضل فنان في العراق لمؤسسة عيون الثقافية ممثلًا الوجه المشرق للفنان العراقي المؤمن بقيمة الجمال وقدرته على مقاومة القبح واليأس.

وفي موازاة نشاطه الفني والإعلامي كان العابد حاضرًا في المشهد الثقافي عبر عضويته في نقابة الفنانين العراقيين ونقابة الصحفيين العراقيين، واتحاد المسرحيين، ومؤسسة عيون للثقافة والفنون جامعًا بين الفعل الإبداعي والفكر النقدي في آنٍ واحد.

إن تجربة ماجد لفته العابد تؤكد أن المسرح والإعلام والفن بمختلف أشكاله ليست مسارات متوازية، بل روافد تصب في نهر واحد هو الإبداع الصادق. فالعابد لا يرى في الفن مهنة فحسب بل قدرًا جميلًا يحمله في روحه، يكتب به سيرةً تليق بفنانٍ يرى في كل تجربة جديدة مرآةً للذات وذاكرةً للوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى