
تقنية روسية حديثة لمعالجة ودفن النفايات المشعة بطريقة آمنة
الشاهين الاخباري
طور فريق من جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية الروسية، بالتعاون مع معهد “كورتشاتوف” النووي وأكاديمية العلوم البيلاروسية، مادة مبتكرة مخصصة لدفن النفايات المشعة بشكل آمن وطويل الأمد.
ويكتسب هذا الابتكار أهمية خاصة للمنطقة، في ظل الخطط الرامية إلى إنشاء أول محطة طاقة نووية ثابتة في الشرق الأقصى الروسي.
ولمعالجة النفايات المشعة السائلة، اقترح العلماء نهجًا من مرحلتين، تبدأ بتنقية مادة سيراميكية من نوع NaY باستخدام الزيوليت، ثم يتم ضغطها وتحويلها إلى خزف فائق الكثافة عبر تقنية التلبيد بالبلازما النبضية الكهربائية (SPS).
وأظهرت نتائج الأبحاث أن المواد المنتجة تتوافق مع معايير النفايات عالية النشاط الإشعاعي، كما أن بنيتها تشبه معدن الفلسبار الطبيعي، القادر على احتجاز عنصر السترونتيوم المشع بشكل مستقر في الطبيعة لملايين السنين، ما يضمن تخزينًا آمنًا للنفايات المشعة لقرون طويلة.
ولتحليل خصائص المادة الجديدة، استخدم الباحثون مصدر الإشعاع السنكروتروني “KISI-Kurchatov” وتقنية مطيافية الأشعة السينية، لفهم آلية تثبيت السترونتيوم المشع داخل المادة ومتابعة التغيرات البنيوية أثناء مراحل الإنتاج.
وشارك في المشروع باحثون من مختبر علوم المواد الهيكلية التابع لمعهد التكنولوجيات عالية الكثافة والمواد المتقدمة بجامعة الشرق الأقصى الفيدرالية.
وقال البروفيسور إيفان تاناناييف، المشرف العلمي على المشروع وأستاذ قسم التقنيات النووية بالمعهد وعضو أكاديمية العلوم الروسية، إن هذا التطوير يبرهن على الدور الحيوي للأبحاث الأساسية المدعومة بالتقنيات التحليلية المتقدمة في تحقيق أهداف وطنية استراتيجية.
وأوضح تاناناييف أن التكنولوجيا الجديدة تعالج مشكلتين في آنٍ واحد، إذ تضمن التخلص الآمن من النفايات المشعة، وتدعم تطوير طاقة نووية أكثر صداقة للبيئة مستقبلًا، مضيفًا أن “الميزة التقنية الأساسية في هذا النهج تكمن في أن المادة نفسها تعمل كمادة ماصة، ثم تتحول إلى الشكل النهائي المخصص للدفن، مما يبسط العملية الإنتاجية ويخفض التكاليف التشغيلية بشكل كبير”.







