
لعنةُ قابيل في السودان
إيناس رزق الخربطلي
لقد كان في قابيل آيات للعالمين، وكأن جيناته الحيوانية الشرهة لرائحة الدم ما زالت متوارثة إلى يومنا هذا فما نراه من مشاهد وحشية في السودان ما هي إلا بقايا قابيل في صوره القديمة المستجدة.
ثمة مشاهد تهتك العقل والقلب لا يمكنك انتشالها من ذاكرتك، وإن استطعت فآثار ندباتها ستعود لك دوماً في أحلامك وعلى مائدتك وأنت تطعم طفلك أو تُعده لنومٍ هادىء …
ستعود لك الذاكرة بكل المشاهد المضنية للإنسانية…
فما أقسى أن تشاهد أخوك يقتل ويسفك دمه أو يحفر قبره بيده، لقد سُلِبَ منهم أهم حق من حقوقهم حق الحياة لأجل استبداد أشخاص يلهثون وراء مجدٍ زائف أو مالٍ أو ذهبٍ ….
و أعود لمقولة الملائكة “أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء”
أهكذا هي البشرية؟!!!
كنت أظن عندما أشاهد أفلام الرعب أنها لا تمس للحقيقة والواقع بصلة، وكنا نتحدث عنها أنها أفلام رعب خيالية ليس أكثر ،ولكن للأسف الشديد ما يحدث على وجه هذا الكوكب أشنع وأقذر ما قد تمر به البشرية حرب تحيا على أرض السودان وأبناءه ،ذلك البلد الذي كان سيطعم الوطن العربي بأكمله لو أنه استغل كل شبرٍ من أراضيه بات عاجزاً حتى عن إطعام أطفاله وصغاره المساكين …
لا أدري بأي ذنبٍ يقتل هؤلاء الأبرياء ؟؟؟!!!
ويهمشهم الإعلام الذي ما زال يعاني من ترسبات عنصرية الجاهلية المقيتة …. فآذان العالم صماء لا تسمع استغاثات المقهورين….
السؤال الأهم والأخطر هل هي فعلاً حرب وصدام داخلي على السلطة ؟؟؟!!!
أم ورائها أيادي خبيثة تعبث بحياة الشعوب ومقدرات الأوطان لأهداف استراتيجية وجغرافية أخرى؟؟؟!!!
فلقد كانت الدول الإفريقية مطامع للدول الأخرى لثرواتها الهائلة من الألماس والذهب وغيرها من الخيرات… ولقد باتت بُغيةَ عدونا واضحة للغاية من النيل إلى الفرات، وما نراه الآن ما هي إلا فقاعات لغليان ما هو أخطر وأصعب ولكن لنا في الله أمل لا يضيع ولا يخيب فهو المدبر لأولياؤه الصالحين والماحق للظالمين وللفاسدين …
أما أنا فلا يسعني إلا الدعاء لإخواني المظلومين في كل مكان ،وأدعو الله دائماً وأبدًا أن يديم نعمة الأمن والسلام والمحبة في مملكتنا الحبيبة وأن يطيل بعمر ملكنا وقائدنا المفدى والأسرة الهاشمية…







