أقلام حرة

الشباب شركاء في صناعة المستقبل

شركاء لا متلقون : رؤية أردنية رائدة في صناعة المستقبل

د.محمد ذيب كريشان

تأتي كلمة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حول القرار الأممي 2250 (الشباب، السلام والأمن) لتجسد رؤية أردنية رائدة في استشراف المستقبل، ولتضع الشباب في موقعهم الطبيعي كقوة فاعلة في بناء المجتمعات وصناعة السلام. فقد شكّلت مبادرة سموه في مجلس الأمن منعطفاً تاريخياً، إذ أعادت الاعتبار لدور الأجيال الشابة باعتبارهم شركاء حقيقيين لا متلقين للسياسات، ومهّدت الطريق لاعتماد أول قرار أممي يُعنى بالشباب في هذا السياق.

وتبرز أهمية هذه الكلمة في أنها لم تقتصر على الخطاب السياسي أو الرمزية الدبلوماسية، بل عبّرت عن جهد عملي وممنهج قاده سمو ولي العهد، واضعاً الشباب في صميم استراتيجيات التنمية الوطنية والأمن الإنساني، في توازٍ مع أجندة المجتمع الدولي. ومن خلال رؤيته المستقبلية، قدّم سموه نموذجاً ملهمًا لدور الشباب، بوصفهم الطاقة الإيجابية التي تصون السلم، وتدفع بعجلة الإصلاح، وتعزز مناعة الأوطان أمام التحديات. إن هذه الكلمة تمثل إعلاناً صريحاً بأن المستقبل للشباب، وأن استثمار قدراتهم وتوسيع مشاركتهم هو السبيل الأمثل لترسيخ السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في الأردن والعالم.

وقد ارتكزت كلمة سمو ولي العهد على مجموعة من المحاور الجوهرية التي تشكّل أساس الرؤية المستقبلية لدور الشباب؛ حيث دعا إلى الشراكة الحقيقية معهم في صناعة القرار، وإلى حمايتهم وتمكينهم من مواجهة التحديات التي تعترض مسيرتهم، إضافةً إلى الوقاية من الفكر المتطرف عبر الاستثمار في التعليم والوعي والفرص الاقتصادية، وصولاً إلى إعادة دمجهم في مجتمعاتهم بما يعزز من قيم الانتماء والفاعلية. كما شدّد سموه على أهمية الشمولية في إشراك مختلف الفئات الشبابية، دون تمييز جغرافي أو اجتماعي، مؤكداً أن الشباب هم القاعدة الأوسع لبناء السلام وترسيخ الأمن والتنمية المستدامة.

إن كلمة سمو ولي العهد حول القرار 2250 لم تكن مجرد موقف دبلوماسي عابر، بل هي رؤية استراتيجية تستند إلى إيمان عميق بقدرات الشباب ودورهم المحوري في بناء الغد. فقد أكد سموه أن السلام الحقيقي لا يُصنع إلا بتكاتف الأجيال، وأن إشراك الشباب ليس خياراً تكميلياً، بل ضرورة وطنية وإنسانية. ومن هنا تتجلى أهمية مواصلة البناء على ما طرحه سموه، عبر سياسات وبرامج ملموسة تترجم هذه الرؤية إلى واقع معاش.

فالشباب الذين رآهم ولي العهد شركاء في صياغة المستقبل، هم الثروة التي لا تنضب، وهم صمام الأمان للأوطان، ومفتاح التقدم في عالم تتزايد تحدياته يوماً بعد يوم. إن الاستثمار فيهم، وفق هذه الرؤية، هو استثمار في السلام والاستقرار والتنمية، وهو الطريق الأمثل لتعزيز مكانة الأردن ودوره الطليعي على الساحتين الإقليمية والدولية.
القرار 2250 هو قرار تاريخي أصدره مجلس الأمن الدولي في 9 كانون الأول/ديسمبر 2015، ويُعد الأول من نوعه الذي يعترف بالدور المهم للشباب في حفظ السلم والأمن الدوليين.

🔹 أبرز محاور القرار 2250 (الشباب، السلام والأمن):

  1. الاعتراف بالشباب (من 18 إلى 29 عاماً) كشركاء رئيسيين في بناء السلام وصناعة المستقبل، لا كمجرد متلقين للقرارات.
  2. المشاركة: دعوة الحكومات إلى إشراك الشباب في عمليات السلام، وصنع القرار السياسي، والحوارات الوطنية.
  3. الوقاية: التأكيد على أهمية دور الشباب في منع التطرف العنيف وحل النزاعات بطرق سلمية.
  4. الشراكة: تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة، الحكومات، والمجتمع المدني لإشراك الشباب بفاعلية.
  5. إعادة الإدماج: التركيز على إعادة دمج الشباب المتأثرين بالنزاعات المسلحة، وتوفير التعليم والتأهيل لهم.
  6. حقوق الإنسان: حماية حقوق الشباب وضمان مشاركتهم في التنمية المستدامة.

🔹 أهمية القرار:
وضع إطار عالمي يسلّط الضوء على الشباب كعنصر أساسي في صناعة السلام.

فتح الباب أمام سياسات وطنية واستراتيجيات تعزز دور الشباب في التنمية والأمن.

زر الذهاب إلى الأعلى