
الفاشر اليوم… مرآة الألم السوداني وفضيحة الصمت الدولي
ملك سويدان
تساقطت الأرواح في شمال دارفور كما تتساقط الأمطار ….
(مدينة الفاشر) عاشت واحدة من أفظع فصول الألم الإنساني في تاريخ السودان الحديث.
القتل، الاغتصاب، والتهجير الجماعي أصبحت واقعًا يوميًا بينما يخيّم الصمت العربي والدولي على مشهدٍ تتقاطع فيه المأساة مع العجز
منذ أسابيع تتصاعد الهجمات المسلحة ضد المدنيين في أحياء المدينة وضواحيها.
شهود عيان تحدثوا عن مشاهد مأساوية لجثثٍ متناثرة في الطرقات وحرائق تلتهم البيوت ونساءٍ يُغتصبن أمام أعين ذويهن وأطفال يختبئون في الخنادق هربًا من الموت.
أسرٌ بأكملها ضاعت بين النزوح والخوف، فيما لا تزال خطوط الإغاثة مقطوعة تمامًا بسبب استمرار القتال.
الناجون الذين فرّوا من الفاشر يصفون ما يجري بأنه “إبادة بطيئة”، تستهدف المدنيين على أساس الهوية والانتماء، في تكرار مؤلم لما حدث قبل أشهر في الجنينة بولاية غرب دارفور التي عرفت واحدة من أسوأ المذابح في تاريخ السودان الحديث.
ظل هذا الواقع المأساوي يغيب الدور الإقليمي والدولي بشكلٍ شبه تام.
لا تحرك ملموس من المنظمات الحقوقية، ولا موقف فاعل من العالم الإسلامي الذي يكتفي بالبيانات الباهتة.
أما المجتمع الدولي، فيواصل الاكتفاء بعبارات القلق وكأن القلق وحده يُنقذ الأرواح و في الوقت الذي تمتلئ فيه الشاشات بصور الدمار، يبقى السؤال المؤلم بلا إجابة:
إلى متى تُباد دارفور على مرأى العالم؟
وإلى متى سيبقى الصمت أقوى من صوت الضحايا؟







