منوعات

العرجان يشارك في العراق بمؤتمر السياحة الأثرية وإنعاش الاقتصاد والتنمية

الشاهين الاخباري

شارك الرحالة والباحث الأردني عبدالرحيم العرجان في مؤتمر السياحة الأثرية ودورها في إنعاش الاقتصاد والتنمية المستدامة، الذي تنظمه جامعة النور في العراق، تحت رعاية معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي، والمنعقد تحت شعار: الموروث الثقافي إبداع الأجداد ومسؤولية الأحفاد.

وقد قدّم العرجان خلال المؤتمر بحثه الموسوم “مدى كفاية وسائل الإعلام العربية في الترويج لسياحة الاستكشاف والمغامرة”.

وانتهج العرجان في بحثه الأسلوب العلمي القائم على البحث والاستقصاء لتحديد مشكلة عدم كفاية وسائل الإعلام العربية في الترويج لسياحة المغامرة، وذلك من خلال الاستبيان والاستماع والتقييم المبني على خبرته الطويلة في ممارسة المغامرة والكتابة الإعلامية.

وسعى من خلال دراسته إلى تحديد مكامن القصور والوقوف على أسبابها، نظرًا لأهمية هذا النشاط المستحدث في قطاع السياحة، والذي يجمع بين الرياضة والاستكشاف وإثراء الثقافة وعيش التجربة بعيدًا عن ضوضاء المدن، مجسدًا مفهوم السياحة البيئية النظيفة.

وركّز في بحثه على أنماط المغامرة المختلفة مثل المسير والترحال سيرًا على الأقدام، وقيادة الدراجات النارية والهوائية في البر، والتجوال على الخيل والإبل، واستخدام سيارات الدفع الرباعي.

وتوصلت الدراسة، التي شملت 346 استبيانًا وُزعت على ممارسين عرب، إلى وجود ضعف كبير في ما يُنشر بوسائل الإعلام العربية حول هذا النوع من السياحة، وندرة في المطبوعات والمنشورات المتخصصة.

وأرجعت الأسباب إلى ضعف المعلومات المتاحة اللازمة لإعداد المقالات والتقارير، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وحداثة هذا المنتج السياحي، وتضارب المعلومات وعدم كفايتها لدى المسؤولين وأصحاب القرار.

كما بيّن العرجان أن هذا المجال يتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا ومهارات خاصة للوصول إلى المواقع، فضلًا عن الحاجة إلى أدوات ميدانية وتقنيات تصوير احترافية خفيفة لتغطية هذه الأنشطة.

وأشار في دراسته إلى أن غالبية الممارسين يعتمدون في الحصول على المعلومات على التجارب المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال تبادل الخبرات الشخصية بين الأصدقاء وإرشادات السكان المحليين.

كما لاحظ أن العديد من تقارير نشطاء التواصل الاجتماعي تفتقر إلى الدقة والمنهجية العلمية، وتركّز على الشخص نفسه ودوره البطولي أكثر من تركيزها على الموضوع والمحتوى.

واقترح العرجان مجموعة من الحلول أبرزها:

•   تنمية كفاءة وتأهيل العاملين في هذا المجال في القطاع الحكومي، لتمكينهم من إيصال المعلومة الدقيقة للقطاع الإعلامي.

•   توفير دعم وتمويل رسمي مشترك بين الوزارات المعنية والشركات المستفيدة.

•   عقد دورات وتنظيم جولات للإعلاميين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي لتمكينهم من إنتاج تقارير مهنية تسهم في تعزيز هذا النوع من السياحة.

وبيّن أن هذه الجهود من شأنها توجيه أنظار عشّاق المغامرة للسفر عبر الحدود، خاصة أن 80% من العينة البحثية يمارسون نشاطاتهم عدة مرات شهريًا، ما يدل على وجود رغبة قوية وقدرة مالية عالية.

وأشار كذلك إلى أن الجهات الرسمية العربية لم تدّخر جهدًا في دعم وترسيم المسارات في المحميات الطبيعية والمناطق المفتوحة عبر القرى والبوادي، ومن أبرزها:

درب الأردن، درب الجبل اللبناني، درب زبيدة، مسارات ظفار في سلطنة عمان، درب تي 4 التونسي، درب التراث الفلسطيني، درب البدو في سيناء ووادي الجمال والواحات في مصر، دروب الشمال العراقي في حاج عمران وسوران، درب الجبل بين راوندوز وقرية لكورد وجبل هلكورد (أعلى قمم العراق)، طريق الهجرة النبوية في السعودية، قمم جبال الأطلس في المغرب، ومسارات جبال جيس وحفيت ووادي شوكة وحتا في الإمارات.

ويُشار إلى أن العرجان يشغل منصب مدير عام “قدرات”، وهو رحّالة قطع عددًا من الدول سيرًا على الأقدام، وتسلق عددًا من القمم أبرزها قمة ميرا بيك (6472 مترًا) في جبال الهملايا، حيث رفع علم بلاده حاملًا رسالة إنسانية ووطنية يعتز بها.

كما قدّم العديد من الأبحاث والأوراق العلمية، منها:
“المسارات السياحية في الحميمة وما حولها”، و”مسارات البادية وطرق الاستثمار فيها”، و”الأمن السياحي لتجوال الدراجات النارية في الأردن”.

ونال عدة جوائز في التصوير البيئي والمعماري والسياحي، وأشرف على إعداد الاستراتيجية الوطنية للمسارات السياحية والثقافية في المثلث الذهبي، وله كتاب بعنوان “المسير والترحال في الأردن” الذي يُعد مرجعًا أساسيًا في مجاله.

كما أوكلت إليه جامعة الدول العربية مهمة إعداد المحتوى الفوتوغرافي لتقرير التوقعات البيئية بالشراكة مع الأمم المتحدة، وهو يواصل كتابة المقالات المتخصصة وعقد الندوات وتقديم تجاربه في المحافل الثقافية والعلمية داخل الأردن وخارجه.

زر الذهاب إلى الأعلى