عربي و دولي

بعد تبرئته من حكم ظالم استمر 40 عامًا.. أميركا تعتقل رجلاً هندياً تمهيدًا لترحيله

الشاهين الاخباري

-تعيش عائلة رجل من ولاية بنسلفانيا الأميركية صدمة جديدة بعد أن أعادت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) احتجاز قريبهم سوبرامانيام “سوبو” فيدام، تمهيدًا لترحيله إلى الهند، رغم أنه عاش في الولايات المتحدة منذ أن كان رضيعا، وبعد أسابيع فقط من تبرئته من جريمة قتل ظل مسجونًا بسببها أكثر من 40 عامًا.

وكان المدعي العام للولاية قد أسقط جميع التهم الموجهة إلى فيدام (64 عامًا) بعد إعادة فتح القضية، معلنًا أن الإدانة الأصلية التي صدرت عام 1983 استندت إلى أدلة ظرفية وضعيفة. وبذلك أنهى واحدة من أطول القضايا الجنائية في تاريخ بنسلفانيا.

لكن سرعان ما تبددت فرحة العائلة، إذ ألقت سلطات الهجرة القبض على فيدام مجددًا استنادًا إلى أمر ترحيل قديم صادر عام 1988، رغم أن هذا القرار استند إلى إدانات تم إبطالها رسميًا بقرارات قضائية لاحقة.وقالت عائلته إن ما يحدث “ظلم مضاعف”، لأن الرجل يُحتجز اليوم على خلفية سجل إجرامي لم يعد قائمًا قانونيًا.

وتعود قصة فيدام إلى عام 1980 حين اختفى زميله الجامعي توم كينسر، قبل أن يُعثر على جثته بعد 9 أشهر مصابًا بطلق ناري. وبعد تحقيقات مطوّلة، وُجهت التهمة إلى فيدام الذي كان وقتها طالبًا، ليُدان لاحقًا ويُحكم عليه بالسجن المؤبد.

وخلال عقود السجن الطويلة، تمسّك فيدام ببراءته وواصل الطعن في الحكم إلى أن كشفت أدلة جديدة عام 2021 عن ثغرات في ملف القضية، لتتم تبرئته نهائيًا في أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وفي بيان نشرته صحيفة ميامي هيرالد، وصفت إدارة الهجرة فيدام بأنه “مجرم محترف”، مشيرة إلى إدانات سابقة تتعلق بـ”تهريب مواد خاضعة للرقابة”، لكن محاميته آفا بيناخ نفت ذلك، مؤكدة أن موكلها “مقيم دائم شرعي في الولايات المتحدة وكان على وشك الحصول على الجنسية قبل اعتقاله عام 1982”.

وقالت بيناخ لموقع USA Today:”سوبو عاش في أميركا منذ أن كان عمره 9 أشهر. هذه بلاده الوحيدة، والآن بعد أن بُرّئ تمامًا، يُعامل كغريب عنها”.

ويُحتجز فيدام حاليًا في مركز موشانون فالي للاحتجاز في بنسلفانيا، فيما تطالب عائلته بالإفراج الفوري عنه. وقالت زوي ميلر-فيدام، ابنة شقيقه:”كل ما نريده هو أن يعود إلى المنزل. لقد عانى بما فيه الكفاية”.

وخلال فترة سجنه، حصل فيدام على ثلاث شهادات جامعية بينها ماجستير في إدارة الأعمال بدرجة امتياز، ليصبح أول سجين في تاريخ بنسلفانيا منذ 150 عامًا يحصل على شهادة جامعية أثناء وجوده خلف القضبان.

ورغم أن المحاكم ألغت الإدانات التي استند إليها أمر الترحيل القديم، فإن إدارة الهجرة لم تُسقط القرار بعد، ما يثير مخاوف من احتجازه لأشهر إضافية أو ترحيله قبل اكتمال المراجعة القانونية

زر الذهاب إلى الأعلى