أقلام حرة

ما يطلبه السوشياليّون

كامل النصيرات

هجرتُ كثيرًا من مواقع السوشيال ميديا.. لم أعد أهتمّ بالفيسبوك .. مرّات أضع مقالتي ومرّات كثيرة لا أضعها.. لذا.. عندما أضع مقالة لي أتكلّم فيها عن شيء لا يوافق مزاج أحدهم أو إحداهنّ.. يأتي تعليق يشبه في المعنى الجملة التالية: إحنا بإيش وإنت بإيش يا أبو وطن..! طبعًا هو / هي يريدني أن أكتب عن آخر خبر في المنطقة.. وبالأخصّ غزّة.. هو لم يقرأ مقالتي بالأمس وأوّل أمس وقبله وقبله عن غزّة وعن المقاومة .. هو أو هي لو يهتمّ بما أكتب لدخل على صفحتي في جريدة الدستور ورأى حجم المقالات وكثرتها..! لكنه لا يريد.. هو فقط جالس في السوشيال ميديا .. ويريد من كاتب مثلي حطّبت على ظهره وقلبه وعقله سنوات القحط والجدب أن يكون كاتبًا تحت أمره لأحظى لديه بكلمة “رائع أو أحسنت” أو أظفر بـ “لايك”..!


أعتقد بعد كل هذا الشيب والصبر والقهر الاستراتيجي والغوص اليومي في تفاصيل ما جرى ويجري؛ يحقّ لمثلي أن يكتب ما يشاء وقت ما يشاء وكيف ما يشاء.. ولا سلطان على قلمي وأفكاري إلّا سلطاني أنا.. مهما كان لهذا السلطان من قرارات تخالف رأيك ومزاجك وأحلامك السطحية والعميقة..!


لستُ كاتبًا تحت شعار ” ما يطلبه السوشياليّون” فلستُ سوشياليًّا.. ولا أبحث عن تصفيق ولايك .. لأن الإدمان علي ذلك يعني أن أفكارك وحريتك ستتحولان إلى استعباد لدى من يقيّمون الناس خلف الشاشات وهم يفغمون “بحبّة بندورة” أو يتخلّصون من ضغط القولون مع الضغط على أزرار الموبايل ..!


لا يراجعني أحد لماذا كتبت هذا ولم تكتب عن هذا.. لا يقولونّ لي أحد : مش وقته..! لا أحد يعلم بوقت ما أريد إلّا أنا.. ولستُ كاتبًا تحت الطلب.. ولا أعرف من السوشيال ميديا إلّا قليلًا من الفيسبوك وكثيرا من المحاضرات والندوات والوثائقيّات والبودكاستات في اليوتيوب..!
أنا لا أقدّم لكم إلّا ما أريد؛ لا ما يريده عابر أفكار لا يراجع الوهم الذي يسكن لغته المستوردة..!

زر الذهاب إلى الأعلى