منوعات

التنويم المغناطيسي يدخل ساحة علاج السمنة

الشاهين الاخباري

يسعى الباحثون باستمرار إلى ابتكار طرق جديدة لمساعدة مرضى السمنة على التحكم في أوزانهم، في ظل تزايد معدلات الإصابة والبحث المستمر عن حلول آمنة وفعّالة.

وتتطلب عمليات إنقاص الوزن التقليدية، مثل “تحويل مسار المعدة”، فترة تعافٍ طويلة قد تمتد لأسابيع، كما يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة مثل الالتهابات أو النزيف. أما العلاجات الدوائية مثل “أوزمبيك” و”ويغوفي”، فرغم أنها أقل تدخلاً جراحياً، إلا أنها قد تؤدي إلى آثار جانبية كالغثيان أو فشل الأعضاء.

وفي دراسة جديدة أجراها فريق من مركز “هداسا” الطبي، أُعدّت غرفة عمليات متكاملة دون استخدام مشرط أو تخدير، إذ يقوم طبيب نفسي ومعالج بالتنويم المغناطيسي بإرشاد المرضى خلال جلسة محاكاة لعملية تكميم المعدة. ويُقنع هذا الأسلوب الدماغ بأنه يخضع فعلياً للجراحة، مما يحفّز العقل على استحضار فوائدها مثل زيادة الشعور بالشبع وضبط الشهية.

وقالت مايا مزراحي، أخصائية التنويم المغناطيسي المعتمدة وقائدة الدراسة: “الدماغ لا يميز بين الواقع والخيال. عندما نخلق سيناريو يعتقد فيه الدماغ أنه يخضع لعملية جراحية، يمكن للعقل إعادة إنتاج الآثار الإيجابية نفسها، مثل الشعور بالامتلاء وضبط النفس والدافع للتغيير”.

نتائج أولية مشجعة

وشارك في الدراسة 41 مريضاً، بينهم 19 خضعوا سابقاً لجراحة لإنقاص الوزن. وبعد ثلاثة أشهر، أظهرت النتائج أن 86% من المشاركين بدأوا بفقدان الوزن.

من بين من خضعوا لجراحة سابقة، فقد ثلثاهم أكثر من 20% من وزنهم، بينما فقد 55% من المشاركين الجدد نحو 10% من أوزانهم.

ومن أبرز الحالات، المريضة “روز” (69 عاماً) التي فقدت 16.8 كغ بعد جلسات التنويم المغناطيسي، بعدما فشلت في الحفاظ على وزنها عقب الجراحة وحقن فقدان الوزن GLP-1. وقالت: “كنت قلقة من ألا أتحمل الأمر، لكنني فوجئت بالنتيجة. أصبح تناول الطعام أسهل، وهناك أمل جديد”.

لماذا يبدو التنويم فعالاً؟

وتوضح مزراحي أن التنويم المغناطيسي يساعد المرضى على إعادة التواصل مع أجسادهم والتحكم في عاداتهم الغذائية، وهو ما يصعب تحقيقه عادة بسبب الانفصال بين العقل والجسم أثناء تناول الطعام.


يشار إلى ان الدراسة لا تزال قيد التنفيذ، ومن المقرر نشر نتائجها النهائية بنهاية العام. وتأمل مزراحي أن يُعتمد التنويم المغناطيسي مستقبلاً كخيار علاجي مستهدف لإنقاص الوزن، وربما يُدمج في الأقسام الجراحية بالمستشفيات كبديل أو مكمل للجراحة التقليدية.

زر الذهاب إلى الأعلى