أقلام حرة

صالح الجعفراوي

كامل النصيرات

حذاؤك المُدمّى في “ًأُمّ الركام” و “أُمّ الحرب” و “أُمّ الاحتلال”.. حذاؤك – يا صالح- الذي جُبتَ به كل مسامٍ في غزّة وأنتَ تصارع الزمن؛ هو الآن يكتب رحلتك المليئة بالدم والجوع والغضب والابتسامات التي تعلو فوق كل ألم..
يقف إطلاق النار في غزّة.. ولكنهم كتبوا في اللائحة السرية من الاتفاق: يُستثنى صدر صالح.. لأنك الشاهد الكبير و الفاضح الأكبر لكل جريمة مرّت من أمامك وكنتَ تكتمها لتنقلها لنا بعد ساعات فقط..! والساعات فقط لم تأتِ إلّا بفضح جريمتهم الكبرى فيك.. نلتها وأنت طالبها ولكن خذلتك وخذلتنا معك المواعيد.. فالتوقيت قاتل واشترك مع من قتلوك..!
لله درّك من ولدٍ أسمرَ غطّى بحر وبرّ غزّة بالحضور.. يا لكَ من والهٍ متصاعدٍ متناثرٍ .. مُتَّ لا كما تشتهي في فوضى الخيانات التي لا تعرف فارسًا ولا فرسًا ولا سيفًا ولا زوّادة روح ولا مسكَ ختام.. متَّ لأنك سابقتهم على جبلين عظيمين فكانا لك: جبل النصر وجبل الشهادة..ولو التفتّ قليلًا وراءك لوجدتهم لم يحرّكوا خطوة واحدة في السباق..!
يا أيّها الباحث العظيم عن رغيف خبز ساخن طازج بعد سنتين من البيات والنشاف.. عند ربّك كلّ الخبز الطازج.. عند ربّك فوق ما تشتهي وأنت الآن تغرق في نعيم اللامحدود ويُلبّى لك قبل أن يرتدّ إليك طرفك..
يا صالح.. يا وجع الأزقة كلّها.. ويا دموع من عرفك وأحبّك.. يا أيها القابض على الأرض بيدين مزلزلتين.. تفرّجْ علينا فالمشاهد الكبرى لمّا تأتِ بعد..
وداعًا يا أيّها الشاهد والشهيد.. يا أيّها الغائب والحاضر.. يا أيّها الراحل والباقي..

زر الذهاب إلى الأعلى