
الهدنة مؤقتة
د. مازن منصور كريشان
ايقاف الحرب بين حماس واخواتها من فصائل المقاومة الاخرى وبين اسرائيل وحلف الاطلسي وحلف العربان المرتدين كان له اسبابه الاضطرارية التي ذكرناها سابقا وسنؤكد على اهم سبب منها في هذا المقال ولكن الصراع مع كل معسكر الباطل سوف يستمر ما دامت الحياة كما بين القرٱن الكريم قال تعالى :
” وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ “
وفي اية اخرى التأكيد على السبب نفسه :
” وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ “
نعم سبب الحرب كما يبين الله عزوجل هو ( الحرب العقائدية) وان تدثر الغرب كذبا بنشر الديموقراطية واسقاط الدكتاتورية والدفاع عن حقوق الانسان.
من هنا نؤكد ان اليهود لم يتركوا وسيلة ولا شكلا من اشكال الصراع المادي والمعنوي والعقائدي والفكري والنفسي والاعلامي وشراء الذمم وصنع المرتزقه والخون والعملاء وايصال اليهود المتسترين بالاسلام الى اعلى المناصب في الوطن العربي لمحاربة الدين الاسلامي الا استخدموه منذ محاولة اغتيال رسولنا الكريم محمد عليه افضل الصلاة والسلام واغتيال الخلفاء الراشدين من بعده :
عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهم.
وضرب العقيدة الاسلامية والوحدة الاسلامية بالعقيدة الشيعية والفرق الباطنية.
والمساهمة في اسقاط الخلافاات الاموية والعباسية والسلجوقية والعثمانية.
وكان السبب المباشر نفسه وراء ايقاف الحرب مع غزة عندما صدموا بالتعاطف الجماهيري الهادر في الولايات المتحدة واوروبا :
ملايين الشباب تحمل اعلام فلسطين وتهتف تضامنا مع شعب غزة وايقاف المجازر ضدهم وتلعن اسرائيل . فلسطين التي اغتصبوها بالكذب على الغرب واستعطاف أجدادهم لانشاء وطن لهم زورا وبهتانا وظلما في فلسطين .
وكانت صدمتهم اكثر وجن جنونهم عندما اقبلت هذه الجماهير الهادرة على اعتناق الدين الاسلامي افواجا افواجا هذا الدين الذي نذروا انفسهم لمحاربته منذ بعث محمدا نبيا ورسولا عليه افضل الصلاة والسلام واشتدت ضراوة هذه الحرب منذ نصف قرن تقريبا عندما ظهر ما سمى ( بالصحوة الاسلامية) بقيادة الاخوان المسلمين والتيارات الفكرية و الجهادية الاخرى التي ترتكز في مسيرتها على ثلاثة ركائز :
نشر الدعوة والجهاد وعودة الخلافة.
وحتى لا تتحق هذه الاهداف الثلاثة قام اليهود بحملة مسعورة بتحريض الغرب لمحاربة الاسلام والمسلمين على اكثر من محور بحكم سيطرتهم السياسية والاقتصادية والاعلامية في الولايات المتحدة واوروبا واتخذت هذا الحملة شعارا لها هو ( الاسلام فوبيا) اي رهاب الاسلام الخوف من الاسلام لانه دين الارهاب وركزت هذه الحملة على قتال المسلمين على المحاور التالية :
— تشويه الدين الاسلامي باختلاق الاكاذيب والسلبيات.
— تشويه صورة العلماء والدعاة واغتيالهم وتحريض قادتهم عليهم بسجنهم واعدامهم حتى حتى يحرم المسلمين من وحود ( القدوة) الذي يصنع الفارق والاثر فتلتف حوله الناس وذلك خوفا ان يتكرر نموذج صلاح الدين ثانية.
— منع قيام النموذج الاسلامي او القومي او الوطني او الحراكي الاصلاحي او الحراكي الثوري وان وجد منعه من تحقيق اهدافه :
وحدة الامة وتحقيق كرامتها وحريتها واستقلالها وسيادتها
- القضاء على النموذج الهاشمي القومي بقيادة الشريف الحسين بن علي واغتيال ابنائه واحفاده من بعده فيصل وعبدالله وغازي وطلال.
— محاولات القضاء المستمرة على نموذج الاخوان المسلمين :
بدء من اغتيال مؤسس الحركة حسن البنا واعدام مفكرها الاستراتيجي سبد قطب واعتقال وتعذيب وقتل المئات منهم مرورا باسقاط محمد مرسي ومنعهم من اقامة دولتهم في ليبيا وتونس.
— اجهاض منظمة التحرير وحرفها عن مسارها الثوري واغيال ابرز قادتها بفخ اوسلو واستبدالها بالسلطة الفلسطينية وحرف السلطة عن مسارها في تحقيق السيادة والامن والرخاء للشعب الفلسطيني الى اداة امنية لحفظ الامن الاسرائيلي ثم الانقلاب على السلطة ولم تذكر في خطة ترامب نتنياهو وتم تجاهل اي ذكر لدولة فلسطينية لولا ذكاء حماس التي انتزعت من فم الوحش مكانة السلطة وغضت الطرف عن ظلم ذوي القربى .
— المحاولات المستمرة للقضاء على نموذج العدالة والتنمية التركي بالانقلاب الذي فشل عام ٢٠١٦ واستمرار تدمير الاقتصاد التركي والصناعة العسكرية الممنهج.
— القضاء على نموذج القاعدة واغتيال اسامة بن لادن ومعظم قادتها واختراقها فكريا وتنظيميا وحرفها عن مسارها بما سمي لاحقا ( داعش).
— القضاء على النموذج القومي نموذج صدام حسين وترك العراق في حالة فوضى وتسيب امني لغاية الانم.
— اجهاض الربيع العربي الذي انطلق عام ٢٠١١.
— الحرب بالوكالة ضد النموذج الاسلامي التي بدأها عبدالناصر وحافظ الاسد وبشار والقذافي وابن علي …………..
— الحرب الطائفية الشيعة ضد السنة.
— محاولة القضاء على نموذج المقاومة الغزية حماس واخواتها من فصائل المقاومة الاخرى.
بالطبع هنالك اسباب اخرى لايقاف الحرب على غزة كل مثقف يعلمها لا اريد تكرارها ومن اهمها:
مالم تحققه الحرب الكونية المسعورة ضد المقاومة الغزاوية وحاضنتها الشعبية يريدون تحقيقه بالسلام المزيف فاسرائيل لن تتخلى بسهوله عن حلمها ببناء اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل بل كان يهمني التركيز عل السبب الاستراتيجي وهو ( الصراع العقاىدي).
وهناك سبب اخر جوهري مرتبط بالحرب العقائدية وهنا اذكر امتنا ان الذي يقود معسكر المسلمين ضد معسكر الباطل هو الله عز وجل ومن اهم سننه الكثيرة في الصراع مع اهل الكتاب هو ايقاف كل حرب لهم ضد المسلمين قال تعالى :
” وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ “
اللهم بصر امتنا بكيد الاعداء ومكرهم واهدهم للنجاة من هذا الكيد والمكر.