
“الفول المدمس”.. غذاء الفقراء بين الفوائد الصحية والمخاطر الخفية
الشاهين الاخباري
يُعد الفول المدمس أحد أبرز الأطباق الشعبية في مصر وعدة دول عربية، حيث لا تغيب هذه الوجبة الغنية بالبروتين النباتي عن موائد الإفطار والسحور، خصوصًا في رمضان. وبينما يُروَّج له كغذاء الفقراء وسر الطاقة والنشاط، يطرح مختصون في التغذية تساؤلات مهمة حول مدى مأمونيته الصحية للجميع.
قيمة غذائية عالية
بحسب خبراء تغذية، يحتوي الفول المدمس على نسبة مرتفعة من البروتين النباتي، إلى جانب الألياف والحديد والبوتاسيوم، ما يجعله غذاءً مشبعًا ومفيدًا للقلب والجهاز الهضمي، ويساهم في ضبط مستويات السكر والكولسترول عند تناوله بطريقة صحية.
وتشير دراسات طبية إلى أن الفول يُعد من أفضل الأطعمة للنباتيين، نظرًا لغناه بالعناصر التي تعوّض غياب البروتين الحيواني، كما يوفّر إحساسًا بالشبع لفترات طويلة، ما يجعله مثاليًا للتحكم في الوزن.
لكن.. متى يتحول إلى خطر؟
رغم فوائده العديدة، يحذّر الأطباء من تناوله في حالات معينة، أبرزها الإصابة بما يُعرف بـ”أنيميا الفول” (نقص إنزيم G6PD)، وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى تكسر خلايا الدم الحمراء عند التعرض لمواد معينة، على رأسها الفول.
ويُعد هذا المرض شائعًا في مناطق معينة من العالم العربي، خصوصًا بين الأطفال، ويُوصى بعدم تقديم الفول لهم دون فحص مسبق.
كما أن الفول قد يُسبب الغازات والانتفاخ لمرضى القولون العصبي، بسبب احتوائه على سكريات معقدة، وهو ما يستدعي تناوله باعتدال وطهيه جيدًا.
نصائح لتحضير صحي
ينصح الأطباء بتحضير الفول بطريقة خفيفة، عبر استخدام زيت الزيتون بدلًا من السمن أو الزبدة، وتجنب الإضافات الثقيلة مثل اللحوم المصنعة أو الدهون المهدرجة. كما يُفضل تناوله مع الليمون، الذي يساعد على امتصاص الحديد، ومع الكمون لتقليل مشكلات الهضم.