
3 محاور أساسية للتحكم في سكر الدم
الشاهين الاخباري
مرض السكر من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في العالم، ويحتاج إلى متابعة دقيقة ووعي مستمر للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم. فالتقلبات المفاجئة في نسبة السكر قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة على المدى الطويل؛ لذا فإن فهم العوامل التي تؤثر في مستوى السكر والتعامل معها بوعي هو الخطوة الأولى نحو حياة صحية متوازنة.
أولاً: الغذاء ودوره الأساسي في التحكم بالسكر
النظام الغذائي هو حجر الأساس في التحكم بمرض السكر، إذ يؤثر نوع الطعام وكميته وتوقيت تناوله بشكل مباشر في نسبة الجلوكوز في الدم. ويؤكد خبراء التغذية أن معرفة كيفية تخطيط الوجبات أمر ضروري لكل مريض سكر، وتشمل الطرق الشائعة حساب الكربوهيدرات وطريقة الطبق.
في طريقة حساب الكربوهيدرات، يتتبع المريض عدد الجرامات التي يتناولها يومياً من الكربوهيدرات، لأن الجسم يحولها إلى سكريات ترفع سكر الدم. وتُعد الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة من أفضل الخيارات، لاحتوائها على الألياف التي تبطئ امتصاص السكر وتحافظ على توازنه، بينما يُنصح بتقليل الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والحلويات والمشروبات المحلاة.
أما طريقة الطبق، فهي وسيلة عملية وسهلة التطبيق، إذ يُقسم الطبق إلى نصفين وربعين:
النصف الأول: خضروات غير نشوية مثل الخيار والبروكلي والفاصولياء.
الربع الأول: بروتينات خفيفة مثل السمك أو الدجاج أو البقوليات.
الربع الآخر: كربوهيدرات صحية مثل الأرز البني أو الفواكه أو الشوفان.
كما يُنصح بالانتباه إلى حجم الحصص الغذائية لتفادي الإفراط في الأكل، والتنسيق الدقيق بين مواعيد الوجبات وجرعات الأدوية، خاصة لدى من يستخدمون الأنسولين.
ثانياً: النشاط البدني وتأثيره الإيجابي
تعد ممارسة التمارين الرياضية أحد الأعمدة الأساسية في علاج داء السكري. فكلما تحرك الجسم، استهلكت العضلات السكر من الدم للحصول على الطاقة، مما يخفض مستوياته بشكل طبيعي، كما تُحسن التمارين من كفاءة الأنسولين في الجسم.
يُنصح الأطباء بممارسة 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط الهوائي المعتدل مثل المشي السريع أو السباحة أو ركوب الدراجات، إضافة إلى تمارين القوة مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً. قبل البدء بالتمارين، من المهم استشارة الطبيب لتحديد الأنشطة المناسبة، خاصة لمن يعانون من أمراض القلب أو الأعصاب أو المفاصل.
كما يجب مراقبة مستوى السكر قبل التمرين وأثناءه وبعده، لأن النشاط البدني المكثف قد يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في سكر الدم، خصوصاً لدى من يستخدمون الأنسولين. ولا بد من شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الجسم، وتناول وجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات إذا كان مستوى السكر منخفضاً قبل التمرين.
ثالثاً: الأدوية وأثرها في توازن السكر
تُستخدم أدوية السكر، سواء كانت أنسولين أو أدوية فموية، للحفاظ على استقرار سكر الدم عندما لا يكون النظام الغذائي والتمارين كافيين وحدهما. غير أن فعاليتها تعتمد على توقيت تناولها وطريقة تخزينها والالتزام بالجرعات المحددة. فمثلاً، الأنسولين الذي يُخزن في حرارة مرتفعة أو في الفريزر يفقد فعاليته. كما أن تناول الدواء في وقت غير مناسب أو بجرعة غير صحيحة قد يسبب انخفاضاً حاداً أو ارتفاعاً كبيراً في سكر الدم. لذلك يجب مراجعة الطبيب بانتظام، وإخباره عن أي أدوية جديدة تُستخدم لعلاج أمراض أخرى لتجنب التداخلات الدوائية.
مايو كلينيك
