أقلام حرة

السؤال الكبير: هل انتصرت المقاومة في غزّة؟

كامل النصيرات

هناك سؤالان كبيران يجب أن نحاول الإجابة عنهما ونجتهد ونعمل مئات الدراسات كي نستفيد مما جرى ويجري وسيجري بعد وقف إطلاق النار:
السؤال الكبير الأوّل: هل انتصرت المقاومة؟ عسكريًّا هناك فارق لا محدود بين الطرفين.. فالغلبة التدميرية هي لمن يملك أسلحة أقوى فتكًا وأكثر تقدّمًا ؛ ولكن : هل هذا معيار لانتصار القوة العسكرية أم أنه نصر لحظوي لا يصنع الاستقرار للطرف الغاشم؟ فاستراتيجيًّا تخسر “إسرائيل اللقيطة” ..
أمّا أخلاقيًّا: فالجواب عند أمم الأرض التي خرجت تعزل إسرائيل اللقيطة وتعرّيها وتضعها على مشرحة الأخلاق فتخسر إسرائيل اللقيطة خسرانًا مبينًا..
تاريخيًّا: اعتقد جازمًا أن ما بعد السابع من أكتوبر 2023م هو تاريخ فارق في تاريخ العالم أجمع وليس في الإقليم فقط.. فقد غيّرت غزّة أقدارًا وأنظمة و مشاريع كبرى و قرارات عالمية.. سواء هذه التغييرات كانت مقصودة لذاتها وبذاتها أم جاءت من الارتدادات غير المحسوبة..
هل تألّمنا؟ أعتقد بأنه سؤال غبي وسطحي؛ إلّا أنه ضروري لشبكه مع ما يليه: هل تألّم خصمنا وعدوّنا؟ أعتقد ثانيةً بأنه سؤال غبي وسطحي؛ إلّا أنه أكثر ضرورة لشبكه مع ما يليه: من القادر على الصمود أكثر مهما كان الألم و الجوع و حمم البراكين التي تُصبّ على رأسه؟ نحن ثمّ نحن ثم نحن.. لذا؛ ختام المسك لنا .. فالآلات العسكرية والتكنولوجيا تميت و تدمّر و تغيّر خرائط ولكنها لا تسقط حقوقًا وإن طال الزمن..
السؤال الثاني الكبير:
لو عاد الزمن إلى السادس من أكتوبر 2023 وكان غدا موعد “طوفان الأقصى” وكنت تعلّم بكل النتائج التي ستحدث بعده فهل ستكون من المصفّقين له والموافقين عليه؟ أعتقد أن كثيرًا من قادة المقاومة أجابوا عن هذا السؤال..
لكننا لا نعلم الغيب ولا نعلم مآلات الأمور تمامًا..
مبارك لكل غزّيٍّ وجد مساحة من الفرح بعد وقف إطلاق النار..

زر الذهاب إلى الأعلى