عربي و دولي

كيف أنقذت أجهزة التنفس إسرائيل من الانهيار خلال حرب غزة؟ أسرار تكشف لأول مرة

الشاهين الاخباري

منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، حاولت إسرائيل أن تقدم نفسها بمظهر “الرجل الأقوى” في المنطقة، مع جيش مزود بأحدث الأسلحة واقتصاد قادر على الإنفاق العسكري، وقيادة سياسية ترفع شعار الردع.

لكن الواقع أظهر مفارقة جوهرية: إسرائيل لم تصمد بفضل قدراتها الذاتية، بل بسبب شبكة دعم خارجي متكاملة، من الولايات المتحدة والدول الغربية، شملت السلاح والتمويل السياسي والاقتصادي، ما مكّنها من الاستمرار في الحرب لعامين كاملين والبقاء حيّة وقادرة على العمليات العسكرية رغم العزلة الدولية.

خلال الشهور الأولى من الحرب، تدفقت أطنان من الأسلحة الأميركية، ووافق الكونغرس على حزم بمليارات الدولارات، إضافة إلى شراء مؤسسات مالية كبرى لسندات إسرائيلية بقيمة 19.4 مليار دولار خلال عامين، ما وفر السيولة اللازمة لتمويل الحرب، وفق تحقيق مجموعة البحوث المالية الهولندية “بروفوندو”.أسهم هذا الدعم في رفع موازنة الدفاع من 60 مليار شيكل عام 2023 إلى نحو 99 مليار شيكل عام 2024، مؤكداً أن القيود الاقتصادية لم تمنع إسرائيل من استمرار العمليات العسكرية، بل عززت إنفاقها الدفاعي بصورة غير مسبوقة

.كما لعبت جماعات الضغط والأحزاب السياسية دوراً محورياً، حيث أنفقت “أيباك” وحدها أكثر من 95 مليون دولار على الحملات الانتخابية عام 2024 لضمان استمرار الدعم الأميركي للحرب، رغم تراجع تأييد الرأي العام الأميركي لها.

في المجال العسكري، وفرت شركات تصنيع الأسلحة الأميركية والإسرائيلية، مثل لوكهيد مارتن، بوينغ، رافائيل، إلبيت، مجموعات متقدمة من الطائرات المقاتلة، القنابل الموجهة، العربات المدرعة، والمعدات الهندسية، التي مكّنت إسرائيل من السيطرة على الأرض وإدارة العمليات العسكرية بكفاءة.

كما دعمت الشركات التكنولوجية قدرات الجيش الإسرائيلية عبر الحوسبة السحابية وتحليل البيانات، معتمدين على خدمات أمازون، غوغل، ومايكروسوفت ضمن مشاريع مثل “نيمبوس”، لتوفير بنية تحتية متقدمة تشمل الجيش، جهاز الأمن، ومصنعي الأسلحة المحليين.

إضافة إلى ذلك، استفادت إسرائيل من المخزون الاحتياطي الحربي الأميركي داخل أراضيها (WRSA-I)، الذي يقدر بنحو 4.4 مليار دولار، ما ضمن توفير المعدات والذخائر في أوقات الطوارئ، ليصبح دعم الغرب أداة “أجهزة التنفس” التي أبقت إسرائيل حيّة ومتمسكة بقدراتها العسكرية في مواجهة الأزمة.

هكذا، يظهر أن ما تبدو إسرائيل قوة مستقلة هو في الحقيقة شبكة معقدة من دعم خارجي سياسي، اقتصادي، وعسكري، جعلها قادرة على الاستمرار في الحرب رغم العزلة الدولية، مؤكداً أن نقاط قوتها الحقيقية مستمدة من الآخرين أكثر من الذات.

زر الذهاب إلى الأعلى