عربي و دولي

“الكاميرا لا تُقتل”.. صحفيو غزة بين الشهادة والحقيقة

الشاهين الاخباري

لم يسلم الصحفيون في قطاع غزة من نيران الحرب التي اندلعت منذ السابع من أكتوبر 2023، عقب عملية “طوفان الأقصى”، حيث دفع العشرات منهم حياتهم أثناء أداء واجبهم المهني في تغطية العدوان الإسرائيلي المستمر للعام الثالث على التوالي.

وسط ركام البيوت، وعلى خطوط النار، كانت كاميرات الصحفيين تسجّل لحظات الألم والمقاومة، قبل أن يتحول بعضهم إلى خبر عاجل يُعلن استشهادهم، في مشهد يعكس استهدافًا ممنهجًا للصوت الفلسطيني ولحقيقة ما يجري في الميدان.

■ شهداء الكلمة والصورة

من بين أبرز الصحفيين الذين استشهدوا خلال هذه الحرب:

  • خالد المدهون، مصور تلفزيون فلسطين، استُشهد أثناء تغطيته توزيع المساعدات شمالي القطاع.
  • أنس الشريف، مراسل ومصور شبكة الجزيرة، ارتقى إثر قصف مباشر لخيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء.
  • محمد الطناني، مصور في قناة الأقصى، استُشهد بقصف مدفعي في جباليا أثناء تغطية الأحداث.
  • إبراهيم محارب، صحفي مستقل، أُصيب برصاص الاحتلال أثناء تغطية التوغل في خان يونس.
  • منتصر الصواف، صحفي لدى وكالة الأناضول، استُشهد مع شقيقه في قصف جوي جنوب مدينة غزة.
  • حسان مجدي أبو وردة، صحفي شاب، قُتل مع أفراد من عائلته في قصف على منزله في جباليا النزلة.

■ استهداف ممنهج

وفق نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فإن استشهاد هؤلاء وغيرهم من الإعلاميين يشكّل جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، الذي ينص على حماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة.

وأشارت تقارير حقوقية إلى أن الاحتلال استهدف طواقم إعلامية بشكل مباشر، سواء في مقارّهم أو أثناء تنقلهم في الميدان، مما رفع عدد شهداء الصحافة في غزة إلى أرقام غير مسبوقة.

■ الكلمة أقوى من الرصاصة

ورغم الخسائر الكبيرة، تواصل طواقم إعلامية محلية ودولية العمل وسط ظروف قاسية، ناقلةً الحقيقة من قلب المعاناة. ولم تكن الكاميرا مجرّد أداة مهنية، بل أصبحت شاهدًا حيًّا على صمود شعب ومقاومة إعلامية لا تقلّ بسالةً عن المواجهة في الميدان.

في غزة، الكلمة تُقاوم، والصورة تحفر في ذاكرة العالم مشاهد لن تُمحى.. بينما يرحل الصحفيون، وتبقى رسائلهم شاهدة على ما كان.

زر الذهاب إلى الأعلى