
من الضيف إلى السنوار.. قافلة الشهداء في غزة خلال طوفان الاقصى
الشاهين الاخباري
على امتداد عامين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي اندلعت عقب عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، ارتقى آلاف الشهداء من المدنيين والمقاومين، كان من بينهم أبرز قادة الصف الأول في حركة حماس والفصائل الفلسطينية، الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لصمود شعبهم وخيارات المقاومة.
وتعكس قائمة الشهداء حجم الاستهداف الممنهج الذي نفذته إسرائيل بحق القيادة السياسية والعسكرية الفلسطينية، في محاولة لضرب البنية التنظيمية للمقاومة. ورغم ذلك، استمرت المعركة بوتيرة متصاعدة حتى دخولها العام الثالث.
■ شهداء الصف الأول
- محمد الضيف – القائد العام لكتائب القسام، وأحد أبرز العقول العسكرية في تاريخ المقاومة، استشهد في يناير 2025 بعد سنوات من الملاحقة والنجاة من محاولات اغتيال عديدة.
- يحيى السنوار – قائد حماس في قطاع غزة، ارتقى في أكتوبر 2024 خلال مواجهات ميدانية في مدينة رفح جنوب القطاع.
- صالح العاروري – نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، اغتيل في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية ببيروت، في يناير 2024.
- إسماعيل هنية – رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قُتل في يوليو 2024 في عملية اغتيال نُفذت بطائرة مسيّرة في طهران.
- جميلة الشنطي – أول امرأة تنتخب لعضوية المكتب السياسي لحماس، استشهدت في أكتوبر 2023 بغارة إسرائيلية في شمال غزة.
- جواد أبو شمالة وزكريا أبو معمر – من كبار قادة الحركة، استُشهدا في الأيام الأولى من الحرب خلال غارات استهدفت منازلهم في خانيونس.
■ امتداد الاستهداف
لم يقتصر الاستهداف الإسرائيلي على قيادات حماس، بل طال كوادر ميدانية، وأطباء، وصحفيين، وعائلات بأكملها، في ما وصفته منظمات دولية بأنه انتهاك ممنهج للقانون الإنساني الدولي.
ورغم الخسائر الفادحة، أظهرت المقاومة قدرة على إعادة التموضع، وواصلت عملياتها الدفاعية والهجومية، ما عكس استمرارية العمل التنظيمي والعسكري داخل القطاع.
■ بين الغياب والوصية
ترك القادة الشهداء خلفهم إرثًا من التحدي والتأثير، وتحولوا إلى رموز شعبية لدى شريحة واسعة من الفلسطينيين والعرب، حيث مثلت وصاياهم ومواقفهم آخر ما تمسك به الناس في ظل واقع الحصار والموت اليومي.
ومع دخول الحرب عامها الثالث، لا تزال غزة تقاوم الحصار، والمقاومة الفلسطينية تعيد ترتيب صفوفها، في وقت لا تلوح فيه نهاية قريبة للعدوان، ولا تراجع في عزيمة من حملوا راية “التحرير أو الشهادة”.