أقلام حرة

العالم يستيقظ بعد 7 أكتوبر.. هل يعيد التاريخ مأساة الهنود الحُمر؟

ملك سويدان

في صباح السابع من أكتوبر، قبل عامين تمامًا فعلت “حماس” ما لم يكن في الحسبان…. عملية مفاجئة من داخل غزة المحاصرة، قلبت الطاولة على رأس إسرائيل وأعادت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الواجهة العالمية ولكن هذه المرة بعيون مختلفة.

لم تكن العملية مجرد هجوم مسلح بل حدثًا زلزل السردية التي سادت لعقود… ملايين حول العالم بعضهم يسمع عن غزة للمرة الأولى بدأوا يطرحون أسئلة: من يملك الأرض؟ من بدأ القتل؟ من يحاصر من؟ ولماذا؟

في الجامعات في الشوارع على وسائل التواصل الاجتماعي تغيّر شيء ما. لم يعد الفلسطيني في نظر الكثيرين “المخرّب” أو “العقبة أمام السلام”، بل الإنسان المحاصر، الملاحق، والمنفي من أرضه.

اللافت أن كثيرين شبّهوا ما يجري في فلسطين بما حدث للهنود الحمر في أميركا. …عبر التاريخ عانى الهنود الحمر من فقدان أراضيهم بالقوة وطُردهم من ديارهم، حيث تم إلغاء حقوقهم وهويتهم الثقافية تحت وطأة الاستعمار والسياسات القمعية. تعرضت مجتمعاتهم للإبادة الثقافية والاجتماعية، وحُصروا في محميات ضيقة ..اليوم، يعيش أهل غزة تجربة مشابهة من المعاناة…هذه المعاناة المشتركة تبرز حقيقة أن فقدان الأرض والهوية ..وهذا ما دفع حركات المقاومة الفلسطينية إلى التحرك بطرق غير متوقعة لإعادة الكرامة والحقوق المسلوبة.

حماس لم تغيّر موازين المعركة فقط بل فتحت الباب واسعًا أمام سردية جديدة: فلسطين لم تعد قضية منسية، بل رمزًا عالميًا للمقاومة، تمامًا كما كانت جنوب إفريقيا في عهد الفصل العنصري، أو فيتنام في وجه الاحتلال الأميركي.

ومع مرور عامين على ذلك اليوم، لا تزال تداعياته حاضرة. إسرائيل تواجه عزلة دولية متزايدة، والشارع العالمي أصبح أكثر وعيًا، وأكثر جرأة في تسمية الأشياء بأسمائها.

السابع من أكتوبر لم يكن مجرّد حدث… كان لحظة انكشاف.

زر الذهاب إلى الأعلى