منوعات

احتفال صيني خارج عن المألوف.. لماذا يربطون الشتائم بطول العمر؟

الشاهين الاخباري

في منطقة قوانجشي جنوب الصين، يحتفل أبناء قومية تشوانج بعيد منتصف الخريف بطريقة غير مألوفة على الإطلاق، إذ يسعى الشباب عمدًا إلى تلقي السباب من كبار السن، إيمانًا منهم بأن “كلما زادت الشتائم طال العمر”.

وتعرف هذه العادة الطريفة باسم “السب في منتصف الخريف” وتمثل تقليدًا قديمًا متوارثًا في محافظة شيلين بمدينة بايسه، داخل إقليم قوانجشي تشوانج ذاتي الحكم، بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

ويروي سكان المنطقة أن أصل هذا التقليد يعود إلى أسطورة قديمة عن شابة جميلة كانت تفضل الكلام اللاذع الصادق على المديح الزائف. وفي إحدى ليالي منتصف الخريف، وبحسب الرواية، وبّخ شاب جريء لصًا سرق عود قصب سكر من الفتاة، فأعجبت بشجاعته وسرعة لسانه، لتقع في حبه وتتزوجه لاحقًا. ومن هنا نشأت فكرة أن “الكلمات القاسية” تجلب الحظ وطول العمر.

وخلال هذه الليلة المميزة، يتجمع كبار السن تحت ضوء القمر للاستمتاع بجمال الطبيعة، بينما يجوب الشباب الأزقة في مجموعات صغيرة للقيام بمقالب طريفة مثل إغلاق الأبواب أو هزّ أشجار الفاكهة عمدًا لإثارة غضب أصحاب المنازل. لكن هؤلاء لا يختارون أهدافهم عشوائيًا، بل يتوجهون إلى البيوت المعروفة بقدرة أصحابها على “الرد السريع” وامتلاكهم حسًّا فكاهيًا حادًا في تبادل العبارات اللاذعة.

ورغم أن الهدف هو إثارة الشتائم، إلا أن هناك قواعد صارمة تحكم هذا الطقس، إذ يحظر استخدام الألفاظ النابية أو المهينة. ويُشترط أن تكون الردود ذكية، ساخرة، ومليئة بالحكمة، بحيث تعكس براعة المتحدث وسرعة بديهته.

ويؤمن أبناء تشوانج بأن من يتعرض لأكبر قدر من التوبيخ خلال ليلة العيد سيكون أكثر حظًا وعمرًا في العام المقبل. ويشارك الأطفال أيضًا في هذا التقليد، حيث يعد “السب المازح” جزءًا من أجواء المرح والاحتفال.

وفي بعض المناطق المجاورة مثل جيانجنان – التي تشمل مدن شنجهاي وجنوب جيانجسو وتشيجيانج – توجد تقاليد مشابهة، إذ يُعتقد أن من ينجح في إثارة “الشتائم اللطيفة” يُبارك بالصحة والسلامة طوال السنة.

وضمن الاحتفال، يضع الكبار قرابين مثل كعك القمر والكاكي والرمان والتفاح في الساحات تكريمًا للقمر. وما إن يدخل الكبار إلى منازلهم، حتى ينطلق الأطفال مسرعين لسرقة القرابين، يضعونها في أكياسهم، ثم يحدثون ضوضاء خفيفة لتنبيه أصحاب المنزل الذين يردون بـ”كحة رمزية” يتبعها السباب التقليدي: “أيها الأشقياء الصغار، من سرق كعكات القمر؟”.

زر الذهاب إلى الأعلى