
الصداع النصفي عند الأطفال: متى يجب القلق وما هي أعراضه؟
الشاهين الاخباري
يشعر الكثير من الآباء بالحيرة عندما يشتكي طفلهم من صداع متكرر لا يزول بسهولة. وبينما يعتقد البعض أن هذه الآلام مرتبطة فقط بالإرهاق أو قلة النوم، فإن الحقيقة أن نسبة ليست قليلة من الصغار تعاني مما يُعرف بـالصداع النصفي (الشقيقة)، وهو اضطراب عصبي يمكن أن يبدأ قبل سن العاشرة ويؤثر على المسار الدراسي والاجتماعي للطفل.
وفقًا لتقرير نُشر في “هيلث هارفارد الطبي”، فإن فهم طبيعة الصداع النصفي عند الأطفال يتطلب وعيًا خاصًا، لأنه يختلف في أعراضه وتعبيراته عما هو شائع عند البالغين. فهو ليس مرضًا نادرًا، لكنه يتطلب وعيًا ورعاية دقيقة؛ فالتشخيص المبكر، وتعاون الأسرة مع الأطباء، والتزام الطفل بعادات صحية، كلها عوامل تساهم في تقليل المعاناة وتمكين الطفل من متابعة حياته بشكل طبيعي.
الأعراض التي قد تُربك الأهل
قد يظهر الصداع النصفي عند الطفل على هيئة ألم ضاغط أو نابض في جانبي الرأس، يرافقه غثيان، ورفض تناول الطعام، وحساسية ملحوظة تجاه الضوء أو الأصوات. بعض الأطفال يفضلون الاستلقاء في الظلام والهدوء حتى يخف الألم. ومن المؤشرات المهمة أيضًا أن الطفل قد يبدو مرهقًا جدًا أو متقلب المزاج قبل بداية النوبة بساعات.
لماذا يحدث الصداع النصفي في هذه السن؟
السبب الدقيق لا يزال غير مفهوم تمامًا، لكن النظريات الحديثة تشير إلى أن الدماغ عند هؤلاء الأطفال يتفاعل بشكل مُفرط مع مُحفزات بيئية أو جسدية. هذه المحفزات قد تكون بسيطة مثل تخطي وجبة، أو التوتر المدرسي، أو حتى بعض الأطعمة. كما أن العامل الوراثي يزيد الاحتمال، إذ إن إصابة أحد الوالدين تجعل الطفل أكثر عرضة.
دور الوقاية في إدارة الحالة
من أهم ما يمكن أن يفعله الأهل هو مراقبة المواقف التي تسبق الصداع وتسجيلها لتحديد المحفزات الشخصية وتجنبها قدر الإمكان. إضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على عادات صحية—مثل النوم المبكر، وجبات غذائية منتظمة، شرب الماء، وممارسة التمارين—يقلل من شدة وتكرار النوبات.
طرق المساعدة وقت النوبة
عندما تبدأ النوبة، فإن أفضل ما يمكن فعله هو إراحة الطفل في مكان هادئ ومُعتم، مع تطبيق كمادات باردة. وإذا لم يكن هذا كافيًا، يمكن للطبيب أن يسمح باستخدام مسكنات آمنة بجرعات مُحددة. ومع ذلك، يجب الحذر من الاستخدام المُفرط حتى لا يتحول الصداع إلى نمط مُزمن ناتج عن الأدوية نفسها.
خيارات طبية مُتقدمة
في الحالات التي لا تستجيب للتدابير البسيطة، قد يصف الطبيب أدوية خاصة مثل “التريبتانات”، والتي أثبتت فعاليتها لدى الأطفال ابتداءً من عمر ست سنوات. كما يلجأ بعض الأطباء إلى خطط علاج وقائية عندما تتكرر النوبات بشكل يعيق الطفل عن الدراسة أو يحرمه من حياة طبيعية.
متى يجب القلق؟ (إشارات إنذارية)
هناك إشارات إنذارية يجب التعامل معها بجدية وتستدعي مراجعة الطوارئ بشكل عاجل، مثل الصداع المصحوب بتقيؤ متكرر، أو تيبس الرقبة، أو صعوبة في الكلام والحركة. هذه الأعراض قد تدل على مشكلة صحية أعمق.